الطلاق مسؤولية الرجل أولاً، وعليه في لحظة المواجهة أن يتحمل مسؤولية هذه الكلمة بأن يحتمل ضغوط زوجته وأهلها ونزعات نفسه الأمارة بالسوء وإغراءات التحرر من نكد الحياة الزوجية - كما يدعي ـ لينطلق إلى رحابة العزوبية التي لطالما حن إليها، على كل رجل يواجه هذا القرار أن يتوقف كثيراً، وأن يطيل التفكير متخلياً عن أنانيته ونرجسيته لأجل بيته وأسرته، فالطلاق ليس حلاً مثالياً لإشكالات ومآزق مؤسسة الزواج، هناك خطوات كثيرة سابقة لابد من تجربتها أولاً!!
حين تلح الزوجة على الطلاق فليس ذلك بسبب “بطرتها” أو رغبتها في أن تكون طليقة تذهب أينما تشاء وتعود وقتما تريد كما يقول بعض الرجال، وليس بسبب تطلعاتها المادية إلى رجل آخر يشتري لها سيارة فيراري وفيللا في جزيرة النخلة ويضع لها على سيارتها لوحة أرقام ثنائية أو ثلاثية لتتباهى بها في شارع الضيافة أو في منطقة الـ “جي بي آر” حسب تعليقات البعض، ففي أحيان كثيرة يرتكب الرجل من الأخطاء ـ بل والخطايا ـ والحماقات، ما يعجز أكثر الناس حلماً وعفواً عن التجاوز عنه والصفح عنه، فالرجل ليس ملاكاً ولم يكن يوماً...
الرجال يرتكبون الخيانات الزوجية تحت شعار الصداقات العابرة التي “ستمر ولن تضر” كما أيام العزوبية، ويخططون لزيجات سرية من نساء يبحثون عنهن على شبه هيفاء ونانسي وأنجيلينا جولي، فإذا عثروا على أقرب شبه ممكن نسوا البيت والأبناء والمسكينة التي وقفت وساندت ومشت المشوار الطويل واحتملت التقتير والعيش في غرفة واحدة مع أهل الرجل في البيت الشعبي، ونكد الشغل وسخافات المدير...الخ، لتصل إلى يوم تصبح فيه الأمور أفضل وأكثر رخاء، ويوم جاء الرخاء طار الزوج لامرأة أخرى ببساطة لا يحسد عليها!!
إن الحجج التي يسوقها بعض الرجال لتبرير زيجاتهم الثانية أو خياناتهم الزوجية، أو إهمالهم وأسفارهم التي لا تتوقف، وبخلهم مع زوجاتهم وأولادهم في مقابل إسرافهم مع الأخريات، حجج واهية في أحيان كثيرة، وأحياناً لا توجد أية حجج فيلجأ الرجال إلى الكذب بكثرة أو الكذب المركز إن صح التعبير.
إذا أراد الرجل أن يتزوج مع ادعائه أنه لا يمكلك شيئاً، وراتبه لا يكفيه حتى منتصف الشهر، فعليه أن يخضع لمساءلة قانونية من قبل جهة تابعة لمكاتب الدعم الاجتماعي لضمان إمكانية إنفاقه على بيتين وزوجتين بالمقدار المتساوي نفسه، كما أن عليه أن يقدم ضمانات بعدم الإساءة لزوجته الأولى أوإهمال أبنائه، وعليه أن يثبت أن الزوجة الثانية مواطنة إماراتية، خاصة الرجال الذين يعملون في وظائف أمنية وجهات دبلوماسية فهناك قوانين تضبط هذه الأمور.
لقد أحاط الله مؤسسة الزواج بسياجات من الحماية والرعاية والرحمة، وأباح التعدد بشروط تكاد تكون تعجيزية، إجلالاً لهذه العلاقة التي قامت على اسم الله، وعليه فالمطلوب من الجهات المختصة أن تتثبت من أن أي رجل يريد أن يتزوج ثانية أو ثالثة، هو بالفعل قائم بحقوق وواجبات وشؤون بيته الأول ليطلب أو يرغب في تأسيس بيت ثان.
أيها الرجل الراغب في هدم أسرته انصياعاً لأهوائه لا تطلق زوجتك.. لأنك لست حراً مطلقاً في الزواج بأخرى هكذا لمجرد الزواج دون عذر أو سبب مقبول مالم تقدم ما يثبت جدارتك أولاً.


ayya-222@hotmail.com