منذ أن اشترت قناة الجزيرة قنوات الـ”art” في صفقة عدت وقتها أنها من أكبر الصفقات الإعلامية في الوطن العربي، حيث رجحت الأقاويل والتكهنات أنها بين 23 مليار ريال سعودي وأقل من ذلك، لتستقر في النهاية بـ5 مليارات ونصف مليار؛ لأن الطرفين التزما السرية في بعض بنود الصفقة، ومنها قيمة الشراء الذي يبيح للجزيرة حصرياً بث فعاليات ومباريات كأس العالم 2010 و2014 وكأس العالم للأندية، والبطولات الأفريقية وغيرها، بشرط التزام الجزيرة بتسوية حقوق الأندية، ورواتب العمال وكافة المستحقات المترتبة على البائع والمدرجة ضمن العقد المبرم، وذلك بعد ما عانت محطة تلفزيون وراديو العرب التي كان لها السبق الإعلامي الريادي وغزو حقول البث الفضائي الأوروبي، لكنها تكبدت خسائر متواصلة بحكم وجودها في المحيط الأوروبي وتكلفة التشغيل، وما لقته من قضية الاحتكار والتشفير ومفهومها في الوطن العربي.
كانت الأمور تسير على خير وطمأنينة خاصة من طرف قناة الجزيرة التي تكون قد استعدت أكمل استعداد، وعملت كافة الاحتياطات اللازمة وخطط الطوارئ في حال أي خلل تقني أو فني أو دعم لوجستي، لكن أمس الأول ومع بداية إعلان افتتاح بطولة العالم التي يشاهدها أكثر 3 مليارات نسمة حول الكرة الأرضية، بدأت الصورة تتكسر، والإرسال ينقطع لدقائق، وثمة خلل مجهول المصدر، بدليل أن الفنيين المناوبين والمهندسين المستنفرين لم يستطيعوا تقديم حل سريع، خاصة أن الوقت عامل ضاغط على الجميع مشاهدين ومتابعين وفنيين وإداريين، وتكرر الأمر خلال حفل لافتتاح وطوال الشوط الأول وحتى ثلث الشوط الثاني، اضطرت الجزيرة أن تعلن للمشاهدين عن تغيير بعض الترددات، وشكوى من قمر النيل سات، وظهرت التهم بعد انتهاء المباراة الأولى، وطلب تحقيق قضائي في الأمر، لأن المسألة فيها إضرار بسمعة، وخسارة مصدر دخل ثابت ومنتظر، وتشكيك في المصداقية والمهنية.
أين الحقيقة فيما جرى؟ الجزيرة وجهت اتهاماً مباشراً للشركة المصرية للأقمار الصناعية “نايل سات” بتشويش متعمد، على إرسالها عبر القمر الصناعي “نايل سات” أثناء مباراة افتتاح كأس العالم 2010، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حقها في مقاضاة من تسبب في التشويش وانقطاع البث، معتبرة أن ما حدث يعد تخريباً متعمداً.
والشركة تنفي أن لها علاقة بالتشويش أو قطع البث، وأن الاتهامات التي وجهتها إدارة قناة الجزيرة الرياضية إليها عارية من الصحة، وأن التقطيع الذي حدث جاء نتيجة إشارات تداخل مجهولة المصدر، وأن الـ”نايل سات” قامت فوراً بدراسة الموقف على أجهزة التحليل لمركز التحكم.
أعتقد أن للقضية أبعادها..
amood8@yahoo.com