يستهل منتخب الجزائر مشواره في كأس العالم اليوم بعد غياب قرابة الربع قرن، وشاءت الظروف أن يكون “محاربو الصحراء” هم سفراء العرب الوحيدون في النهائيات المونديالية، وهو ما يحدث لأول مرة منذ مونديال المكسيك 1986.
وبالطبع فإن غالبية الجماهير العربية ستؤازر منتخب الجزائر، وإن كنت أعتقد أن الجماهير المصرية ستنقسم إلى ثلاث فئات وهي تتابع مسيرة “الخضر” في النهائيات، فئة تتمنى فوز الجزائر وفئة لا تتمنى ذلك وفئة ثالثة ستتابع الموقف بمشاعر “محايدة” “لا مع ولا ضد”، كل ذلك جراء الأحداث التي شهدتها مباراتا الفريقين المصري والجزائري يومي 14 و18 نوفمبر الماضي وما خلفتهما من مشاعر سلبية في المعسكرين جراء الأداء الإعلامي السلبي. وإن كانت الدلائل تشير إلى أن الأوضاع في تحسن نظراً لقناعة الطرفين بأن ما يربط الشعبين من علاقات تاريخية أكبر بكثير من مجرد الفوز بنتيجة مباراة أو خسارتها مهما كانت أهميتها، وفي ظني أن مباريات الفرق المصرية مع فريق شبيبة الجزائر في دوري أبطال أفريقيا ستكون شهادة ميلاد جديدة لعلاقات متميزة بين جماهير البلدين.
مع كل الأمنيات بالتوفيق لمنتخب الجزائر في مواجهة سلوفينيا الذي سبق أن أبعد منتخب روسيا في الملحق الأوروبي، ولن يتحقق التفوق الجزائري إلا إذا لعب بنفس المستوى الذي قدمه أمام كوت ديفوار في ربع نهائي بطولة أفريقيا “أنجولا 2010”.

لسوء حظ طلبة الثانوية العامة أن مباريات كأس العالم دائماً ما تأتي متزامنة مع امتحانات الشهادة التي تُعد مفترق طرق للطلبة في كل أنحاء الوطن العربي، ويجد الطالب نفسه حائراً بين التركيز في مراجعة ما قبل الامتحان وبين متابعة منتخبه المفضل في كأس العالم، وبدلاً من أن يحلم بامتحان الفيزياء أو اللغة الإنجليزية، يطارده كابوس خسارة المنتخب الذي يؤازره أو الحلم بميسي ورونالدو وروبينيو.
وأذكر أنه في عام 2006 بذل طلاب من جامعة الهندسة والتكنولوجيا في بنجلاديش قصارى جهدهم لتأجيل الامتحانات التي تزامنت مع “المونديال الألماني” حتى بلغ بهم الأمر إلى تنظيم تظاهرات لتأجيل تلك الامتحانات وبالفعل استجاب المسؤولون وقرروا ترحيل موعد الامتحان إلى ما بعد انتهاء المونديال.

بدا منتخب فرنسا أمام الأوروجواي بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وأثبتت المباراة أن الديوك باتوا بلا عقل.. بعد اعتزال زين الدين زيدان، ولو ودع الفرنسيون البطولة من الدور الأول لن يتأسف عليهم أحد.


issam.salem@admedia.ae