عصام سالم

مُنذ يوم الاثنين 8 فبراير الماضي، أي منذ أن تمَّ تشريفي وتكليفي بمنصب مدير تحرير جريدة “الاتحاد”، وأنا أتحرَّق شوقاً لاستئناف التواصل مع قراء أعزاء ارتبطت بهم طوال مسيرتي بـ”الاتحاد” التي تمتد لأكثر من 30 عاماً.
ولم أجد أفضل من نهائيات النسخة التاسعة عشرة لكأس العالم فرصة لأن أمد أشرعة التواصل من جديد مع القراء الذين طالبوا كثيراً بعدم التوقف عن الكتابة، وعدم الاستسلام لمبررات الانشغال بالمسؤوليات الجديدة مهما كان حجمها.
وتأتينا كأس العالم هذه المرة بنكهة جديدة تفوح منها رائحة أفريقيا التي تحتضن أهم بطولة على سطح الكرة الأرضية للمرة الأولى، وربما لآخر مرة، في تاريخها على الرغم من تصريحات جوزيف بلاتر رئيس جمهورية كرة القدم في العالم الذي عوّدنا على الإدلاء بآراء فيها من المجاملة أكثر مما تحفل به من موضوعية، بدليل أنه بدأ في الإشارة إلى ترحيبه بالاستضافة المشتركة للمونديال مرة أخرى، على الرغم من أنني شخصياً التقيته في مكتبه بالاتحاد الدولي خلال عام 2003 وقال لي بالحرف الواحد، إنه لا عودة للاستضافة المشتركة للمونديال، وان تجربة اليابان وكوريا اللتين استضافتنا مونديال 2002 لن تتكرر مرة أخرى!
ويأتي نيل جنوب أفريقيا شرف استضافة أول مونديال في القارة السمراء بمثابة تكريم لزعيمها التاريخي نيلسون مانديلا الذي عانى كثيراً من أجل محاربة التمييز العنصري في بلاده وقضى 27 عاماً خلف القضبان يكافح من أجل عدم التفرقة بين البيض والسود، وهي السياسة التي كانت تحرم السود من حق المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد، والأكثر من ذلك أنه كان يحق لحكومة الأقلية البيضاء أن تجرد السود من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى.
ومن الطبيعي إزاء ما واجهته جنوب أفريقيا لسنوات طويلة، أن يشعر الجميع بأن مونديال 2010 هو بطولة ضد العنصرية، وأنها مناسبة للأبيض والأسود في آن واحد، وأنها أيضاً رسالة للأوروبيين، قبل الأفارقة، بضرورة محاربة كل أشكال العنصرية داخل الملاعب الرياضية وخارجها، لا سيما أن بعض الجماهير الأوروبية تشبه اللاعبين الأفارقة بالقرود.
وأكاد أجزم أن من سيقرأ تلك الزاوية سيقول لسان حاله بعيداً عن السياسة.. من ترشح لاعتلاء عرش العالم يوم 11 يوليو 2010؟ .
وأبادر وأقول: أرشح منتخب إسبانيا لأن يكون أحد أضلاع المربع الذهبي، فهو الفريق الذي أبهر العالم عندما فاز عن جدارة بلقب بطل أوروبا 2008، كما أعتقد أن الفرصة ستكون سانحة لأن يكتمل المربع الذهبي بمنتخبات البرازيل والأرجنتين وربما انجلترا، إلا إذا كان لهولندا رأي آخر.
وبطولة ممتعة نتمناها لكم.



issam.salem@admedia.ae