أعود إلى موضوع حملات الحج والعمرة، وكلي قناعة أن البعض ممن يعمل في هذا المجال المسألة بالنسبة له تحقيق أعلى عائد ممكن ممن يريدون الذهاب الى أداء الفريضة أو مناسك العمرة· وقبل أن يحل علينا موسم الحج الذي يخبئون معه مفاجأة عدة للراغبين في حج البيت· تطالعنا بعض الحملات وهي تعلن عن فتح أبواب الحجز للراغبين في أداء عمرة أوائل أو أواسط أو العشر الأواخر من رمضان الذي سيحل علينا ضيفا طيبا كريما بعد أيام معدودات· وكالعادة الموسم فرصة لهذه الحملات لرفع أسعارها، والمبررات جاهزة، الغلاء في كل مكان، ولا بد من الرفع، فالاماكن محدودة، والأسعار نار· ولكن ما هو غير مفهوم أو مبرر أن تتقاضى هذه الحملات خمسمائة درهم مقابل استخراج التأشيرة الواحدة عن كل راغب في التوجه الى الأراضي من غير المواطنين، رغم أن سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة تصدرها مجانا· هذه الحملات التي من المفترض أن تنظم وتسهل وصول الناس إلى بيت الله الحرام بكل يسر وراحة وطمأنينة، تقوم بهذا الأمر وتمارس الاستغلال بتقاضي رسم لا وجود له أصلا· واذا كان الأمر يتعلق بجهد يبذل من قبل مكاتب هذه الحملات لاستخراج التأشيرة وما يتطلبه من أعباء اذا افترضنا أن هناك أعباء، فلا يمكن أن يصل الأمر إلى هذا الرسم الباهظ، والذي يشكل عبئاً اضافيا على أصحاب الأسر الكبيرة· ومن جديد ندعو هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف إلى تكثيف متابعتها لهذه النوعية من الحملات، والتي تفرض رسوما من قبلها تشكل عبئا ثقيلا على الراغبين في زيارة البيت العتيق· كما يجب عليها طمأنة الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، بان الأمور لن تكون كما يتردد بان أقل حملة ستتقاضى 30-35 ألف درهم عن كل حاج في الحج العادي، وليس ''الاكسبرس'' أو ''الفي آي بي''· فحج الفئتين الاخيرتين ستكون أسعاره فلكية، بعد أن صنف هذه التصنيفات أولئك الذين حولوا مواسم الحج والعمرة الى تجارة محضة وفرصة لاستغلال الناس الى أبعد حدود الاستغلال· خاصة وانهم قد مهدوا لرفع الأسعار الى مستويات غير مسبوقة بقصة'' الكوتا'' التي خصصتها السلطات السعودية للحجاج القادمين من دولة الإمارات هذا العام· والتي يقال إنها لا تتعدى الستة آلاف حاج· وطبعا هذا العدد القليل من الحجاج لا يشبع شهية أصحاب حملات الحج· وإلى جانب موضوع حصة الحجاج، وعدم إدراج من سبق له الحج إلا بعد خمس سنين، هناك ايضا تراجع أعداد الفنادق والبيوت التي تستأجر لاستضافة ضيوف الرحمن، بعد أن تم هدم الكثير منها في أطار مشروعات توسعة الحرمين الشريفين وتخلص السلطات هناك من البيوت القديمة لتفادي ما ينجم عن استخدامها· وعلى الرغم من أن الأمر مطروح منذ عدة أشهر إلا أن المعنيين بشؤون الحج في الهيئة لم يكشفوا حتى الان الترتيبات التي ستجري هذا العام بالنسبة للحصة المخصصة للامارات من الحجيج· وترتيباتها ايضا مع حملات الحج· وعلى الهيئة اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق ما يثبت تلاعبهم واستغلالهم للراغبين في أداء المناسك، ومن خلال الإعلانات المنشورة هناك الكثير من هذه الحملات التي استعدت لرمضان وللمعتمرين على طريقتها الخاصة وباسعارها الخاصة جدا جدا· وكلنا بانتظار سماع موقف حاسم من الهيئة·