الربو من الأمراض الوراثية القاتلة، لكنه أيضاً مرض يتأثر جلياً بالبيئة المحيطة بالأفراد، ومن أهم الأسباب المؤثرة سلباً على حياة مريض الربو، الهواء الملوث، فقد يتلوث الهواء نتيجة للأدخنة والغبار والأثاث المستخدم في البيوت من موكيت وأغطية وملاءات وشراشف، كل هذه مواد قابلة ومساعدة جداً لنقل الميكروبات المساعدة على استفحال حالة الربو لدى المرضى.. في مدارسنا، وكما كشفت وزارة الصحة يوجد هناك 4? من التلاميذ مصابون بهذا الداء الفتاك، هذا يتطلب من المدارس وأولياء الأمور الالتفات إلى كل ما يحيط بأبنائهم المصابين لتحاشي وقوع ما هو مخيف ومرعب، فالأطفال من طبيعتهم الحركة والنشاط الذي لا يخلو من حراك يعرضهم لأخطار الربو وسيئاته التي قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله .. فإذا كانت هناك 11 مدرسة انضمت إلى مبادرة المدارس صديقة الطالب المصاب بالربو الشعبي، فإن هذا الأمر يتطلب من جميع المدارس أن تذعن لأهمية الظرف الذي يمر به المصابون بمرض الربو وأن تلوذ بهم جميعاً إلى حيث النقاء والصفاء بعيداً عن ملوثات البيئة التي يكمن فيها سر الإصابة بالمرض.. جميع المدارس مطالبة بأن تعي دورها في الاهتمام بهذه الشريحة وأن تقف إلى جانبهم بترتيب الأجواء الملائمة لحالاتهم الخاصة.. ويحسب للصحة المدرسية في إمارة دبي دورها في تنظيم ورش العمل من أجل مدرسة صديقة للطالب المصاب ولكن دور الصحة المدرسية لن يكتمل بمجرد إقامته في إمارة واحدة إذا لم تتضافر الجهود في جميع مدارس الدولة، وتتكاتف الإرادات من أجل خلق جو صحي واعٍ بأهمية الانتباه إلى هذا المرض، والرقم الذي تطرحه وزارة الصحة لسنة 2003 أن عدد المترددين على مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة بسبب الربو بلغ 76 ألفاً و431 شخصاً، وبلغت نسبة الوفيات الناتجة عن الربو والتهاب الشُعب الهوائية 57 وفاة بمعدل 1.41 لكل مائة ألف.. هذا يعني أن المرض يشكّل خطورة على المجتمع، ولدرء الخطر لابد من وعي ولابد من تكريس الجهود لخلق مجتمع آمن وصحي ومعافى من أوزار الأمراض الخطيرة.. ونحن في مجتمع توافرت فيه للأفراد كافة سبل العلاج والرعاية والوقاية، ولا يبقى إلا أن نعي أدوارنا كلاً في موقعه سواء كان الأمر متعلقاً بالأسر والتي تقع عليها مسؤولية الإفصاح عن المرض والتنبيه والمتابعة مع المدارس أو متعلقاً بدور المدارس نفسها، والتي تتحمل جزءاً من المسؤولية في تهيئة الأجواء الصحية وتوفير لوازم الوقاية وحفظ الأطفال المصابين في فصول لا تقع فريسة للملوثات والأسباب التي تؤدي إلى حدوث حالات الربو القاسية.
أتمنى أن يكون لصرخة وزارة الصحة صدى واسع ومؤثر في نفوس من يعنيهم الأمر، وأتمنى أن تكون المسؤولية الملقاة على عاتق من يهمهم الأمر قد أفصحت عن معالمها وعن مؤشرات الخطر.. وأتمنى أن يكون لفلذات الأكباد نصيب من وعي الوالدين.


marafea@emi.ae