نتمنى من الله أن تصدق الأحلام وأن تذهب الأوهام وأن تعود الأيام على أبنائنا بمدارس تستقبل الطلبة بفصول صالحة للتحصيل العلمي لا يوجد فيها مكيفات مبللة بالعرق ولا سقوف متهاوية من شدة الأرق·· ونتمنى ذلك ونحن أمام تصريح مفرح من مصادر في وزارة التربية والتعليم تقول إن 85 في المئة من أعمال الصيانة في مدارس الإمارات الشمالية ودبي قد أنجزت وأصبحت جاهزة لاستقبال الأحباء من أبنائنا الطلبة والطالبات· وفي هذا الصدد ننبه أنه لم يبق من الزمن سوى أقل من شهر لبدء العام الدراسي الجديد، ونتمنى أن ترفل مدارسنا بحلة جديدة مغايرة عن كل الأعوام السابقة، وأن يدخل الطلبة مدارسهم وهم متفائلون، فرحون، منشرحون، مستعدون لجولة جديدة من التحصيل الدراسي بلا منغصات بدءاً من نقص الكتب أو عوز في أعداد المدرسين لبعض المواد·· نقول وبكل صراحة أن المسؤولين في وزارة التربية يعملون ليل نهار ويجتهدون ويبذلون من التعب والعرق ولكل مجتهد نصيب، ونتمنى ألا تذهب الجهود أدراج الرياح ونشعر في ساعة الحسم بخلل أو زلل في أي مكان·· فالتعليم أساسي وجوهري في البناء والنهوض الاجتماعي والاقتصادي ولا عذر لنا أبداً أن يصرخ طالب من تعب الحرارة اللاهبة ولا عذر لنا أن يبوح ولي أمر بمشكلة يواجهها ابنه في المواصلات لأننا في بلد الخير والعطاء ولكي تتعزز المسيرة الاتحادية المظفرة لا بد من الالتفات إلى هذه الوزارة الاتحادية المهمة والتي هي عصب الحياة في مجتمعنا، ومن تحت جناحها يتخرج الطبيب والمدرس والمهندس والصحفي ورجل الأعمال·· واجب الدولة أن تعتني بهذه المؤسسة العلمية وواجب الوزارة أن تطالب بحقها في ميزانية توفر لها ظروف العمل الطبيعية لتكمل مهمتها بكل جدارة وتفوق·· لا مجال للصمت ولا وقت لتكتيف الأيدي والانتظار لأن القطار سريع والزمن لا يرحم وإمكانيات البلد تؤهلها لأن تصبح مدارسها هي الأجدر والأقدر والأهم في تقديم الخدمة التعليمية· نتمنى أن يأتي العام الدراسي ونحن نصفق ونبارك لوزارتنا بما قامت به من انجازات ترفع الرأس وتشرح الصدر وتسعد النفس· نتمنى ذلك ونحن على يقين أنه لو توفرت الظروف المادية والنوايا الحسنة لن تكون هناك حاجة لكتابة مقال، يصرخ من ألم ويبوح بالكلم عن شيء فيه غم وهم وسقم· نتمنى وقلوبنا مع الوزارة ومع طلابنا الذين بدأوا الاستعداد لتوفير مستلزمات الدراسة من ملابس وحقائب وأقلام ودفاتر وقلوبهم الخضراء تقول، يا رب تصبح مدارسنا أبرد من صقيع الاسكيمو حتى لا تتسخ ''الدشداشة'' البيضاء الناصعة بعرق الصيف وغبار الفصول التي لم تزرها الصيانة منذ أمد بعيد· أطفالنا وأبناؤنا يتمنون ونحن معهم ونقول لهم تفاءلوا ولا تيأسوا فهذه السنة ''غير'' إن شاء الله·