في الخطة الاستراتيجية لوزارة الداخلية 2011-2013، رؤية في الرسالة وقيم عالية في الرؤية ورسالة تتجه صوب الناس بأخلاق القيم التي تشربها هذا المجتمع، والذي منه تولد المؤسسة التي ترتب المعنى وتعتني بالمضمون وتقوم دوماً على وضع الأوراق الاجتماعية في مصاف النجوم وعند قامة الكواكب.. فالعمل بفعالية خطوة نحو مستقبل بلد يحتاج كثيراً إلى أيادي أبنائه المخلصين الجادين الواعين بأهمية العمل الشرطي وما يؤديه من واجب وطني تجاه الإنسان.. بمعنى أن الرؤية اختلفت والممارسة تغيرت والأفكار تطورت ولم يعد دور الشرطي العين الشاخصة في وجه الذاهب والآتي، بل إن هذا الدور تسامى بفعل الوعي وارتقى مراتب عالية بفعل الإيمان الحقيقي بأهمية أن يكون رجل الشرطة واحداً من الناس، يؤمن سلامة مشاعرهم ويؤكد قوة أحقيتهم في الوجود سالمين متعافين من الخوف ورعشة الأطراف ورجفة الجفون.
والرسالة هي تعزيز الهدف وتأكيد الغاية من وجود هذا القطاع بين أماكن الناس ومنازل عيشهم، وهي رسالة موجهة مباشرة بالصوت والصورة إلى من يعنيه الأمر، بأن العمل الشرطي يعنى بشرف المهنة ونبل المعاملة لأجل سلامة النسيج الاجتماعي ونقاء السريرة والقيم، وهي من صلب هذا الكيان الاجتماعي وعاداته وتقاليده وإرث أجداده ومن تراتب ثقافة امتدت عبر قرون، فسكنت واستوطنت في الأذهان حتى باتت اليوم فصلاً من فصول المعرفة الإنسانية في بلادنا.. فالمجتمعات لا تبنى بالتمنيات وإنما بالأعمال والأفعال، لذا تأتي الخطة الاستراتيجية لوزارة الداخلية تكريساً للمبادئ السامية التي آمنت بها القيادة وشرعتها كقوانين لا مجال للاستغناء عنها، فالعمل على تأكيد حقوق الإنسان أمر واقع يلمسه المقيم والمواطن على حد سواء، والإبداع هو الشجرة الوارفة التي يستظل تحت أوراقها من لديه القدرة على التواصل مع التميز والتفرد في صناعة رغيف الحياة.. أما العدل فهو الميزان الذي من خلاله تتم عملية قياس درجة حرارة الجهد والبذل في مجالات العمل اليومي.
إذاً فنحن أمام مشهد أخلاقي عالي الجودة وهو الرسالة الموجهة للناس أجمعين بأن العمل الشرطي مرتبط نجاحه بنجاح العلاقة السوية ما بين من توجه إليهم الخدمة ومن يقومون بأدائها.. الرسالة تعني أيضاً تشابك الأيدي وتوازي الأكتاف لأجل سلامة الجميع وأمن المجتمع وطمأنينة الوطن.. فالنجاح يحتاج إلى نجاح العلاقة أولاً وقدرة الجمهور على استيعاب أهمية ما يقوم به رجل الشرطة ثانياً.


marafea@emi.ae