في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سموه، تابعنا محاضرة قيمة حول أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة، ألقاها الجنرال جيم ماتيس، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، والتي تناولتها بإسهاب صحفنا المحلية أمس.
يتوقف المرء أمام حجم التقدير والإعجاب الذي تحدث به المحاضر عن الإمارات وقيادتها، واصفاً البلاد بأنها دولة استثنائية. وعندما يتحدث رجل بتجربته الثرية والطويلة، يتحدث عن معرفة عميقة وزيارات ولقاءات على أعلى المستويات بقيادة الإمارات التي زارها للمرة الأولى في العام 1979، وهي السنة التي شهدت بداية حقبة جديدة من تاريخ المنطقة التي كانت على موعد مع الاضطرابات والقلاقل وعدم الاستقرار بعد وصول نظام الملالي للحكم في إيران.
تكررت زيارات ماتيس للإمارات، متابعاً حجم التغيرات والتحولات التي تشهدها مع تغير مواقع المسؤولية المناطة به في بلاده. لخص الرجل سر النجاح الإماراتي- والذي قال إنه يغبط شعب الإمارات عليه - بالحكمة التي تتمتع بها قيادة الإمارات، وهي تتبنى نهجاً حكيماً يعتني بالتنمية والبناء للارتقاء بالإنسان والبلاد، وفي الوقت نفسه بناء علاقات خارجية رصينة وشراكات تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة، معبراً عن تقديره لرؤية القيادة الإماراتية في بناء شراكة استراتيجية تربطها اليوم ببلاده، والتي تشاركها الرؤية في التصدي لكل ما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ومعبراً في الوقت ذاته كعسكري عن انبهاره بما وصلت إليه من تطور وكفاءة قتالية عالية قواتنا المسلحة التي تحظى بدعم قائد المسيرة خليفة الخير ومتابعة دؤوبة من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حتى أصبحت شريكاً مؤتمناً يُعتمد عليه لإرساء الأمن والاستقرار في مناطق مختلفة من العالم، حيث تشارك البلدان معاً لتلك الغايات في الصومال والبوسنة وأفغانستان، وغيرها من المناطق، ويعملان كشركاء ضمن الجبهة العالمية لمكافحة الإرهاب، بل وتمثل العلاقات بين البلدين الصديقين أنموذجاً لما يجب أن تكون بين الأصدقاء من ثقة وتعاون ورؤية مشتركة للتعامل مع التحديات التي تواجه العالم.
مسيرة بناء وتنمية شاملة على طريق الاستدامة، مفتاحها العلم والاستثمار ومد جسور التعاون مع الأصدقاء في كل مكان، انطلاقاً من قيم توقف أمامها المتحدث بكل تقدير وإعجاب، ليقول: إنها من ثمار حكمة قيادة تنظر دائماً لكل التحديات بحكمة ووعي وحسن تقدير.