النور لا يتسلل من النوافذ المغلقة.. ومانشستر سيتي قضى عقوداً ونوافذه مغلقة، حتى جاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، فأيقظ كل شيء.. الأحلام والإلهام، وصنع تاريخاً جديداً، لم يكتبه نادٍ إنجليزي آخر من قبل.

أمس، سجل مانشستر سيتي اسمه في صفحات التاريخ كأول نادٍ يجمع الثلاثية المحلية في موسم واحد.. الدوري الذي فاز به للموسم الثاني على التوالي، وكأس الرابطة الإنجليزية على حساب تشيلسي، وأخيراً كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب واتفورد.

لا شيء يصنع إنجازاً كهذا سوى أن تكون استثنائياً.. لا المال يصنع ذلك وحده، ولا اللاعبون ولا المدرب.. الأهم أن يكون الكيان كله مختلفاً.. أن تعم «الحالة» الجميع.. أن يتسع الحلم لكل المارين من هناك.. في النادي وفي البيوت، حيث بات «القمر السماوي» أكبر وأعمق وأبهى من فريق.. أصبح الصديق والطريق.

مانشستر سيتي ليس الأكثر إنفاقاً بين أندية العالم، ولا بين أندية الدوري الإنجليزي، ومانشستر يونايتد العريق والعتيد يأتي في المرتبة الثانية بين أكثر أندية العالم إنفاقاً ومالاً، لكن ها هو ينهي الموسم صفر اليدين، وفي قائمة الأغنى عالمياً هناك خمسة أندية إنجليزية غير «السيتي» لكنّ أحداً منهم لم يفعل ولم يقترب مما فعله السيتي.

ما صنعه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مع مانشستر سيتي، هو درس في الحياة وفي الإرادة.. سموه هو قصيدة النور هنا وهناك.. هو من نفاخر به وأنه منا، وأن هذا العطاء والاستثناء في مسيرة الكرة الإنجليزية والعالمية، خرج من أرضنا ومن بنات أفكارنا.

المسألة كما أعيشها وأتخيلها، تتجاوز حدود النادي والفوز والخسارة والبطولات.. هي حكاية بلد ليس لدى أبنائه سوى حكايات ورثوها، وسحابات يأس من أن يتغير الحال.. فجأة جاءها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.. كانت الوجهة قراراً واختياراً.. لم تكن مصادفةً، وكأنها اتجهت إلى القمر تصنع له مداراً جديداً أو تعيده إلى مداره.. جاءها سمو الشيخ منصور بيده عيد وفرحة وورود.. جاءها ليحيل ماضيها إلى ذكرى، وليضع النادي في الواجهة، واليوم من حق سموه أن يباهي بما صنع من إنجازات تشبه المعجزات، ومن حقنا أن نباهي لأننا من وطن منصور.. صانع الفرح وقصيدة النور.

ماذا في قوس أمنياتك بعد سيدي، أو ماذا في قوس أمنياتنا نحن، فكل ما تفعل لأجلنا.. لأجل وطن لن ينسى عطاءك.. كل ما تفعل يبعث على الفخر.. سطرت حكاية لم يسطرها أحد قبل، وعلمت الدنيا كيف يكون الاستثمار الناجح، وكيف أن الفوز ربح، والفرحة ربح، واسم دولتنا الذي يتردد في الدنيا ربح عظيم.

كلمة أخيرة:
رجل قد يغير العالم.. لكنه لا يتغير من أجل العالم