أعجبني الاتحاد الأفريقي عندما واجه مشاكله، وحجب جائزة أحسن حكم في القارة لعام 2018، بعد الفضائح التحكيمية في الدور نصف النهائي والدور النهائي لدوري الأبطال الأفريقي، عكس ما هو الحال في القارة الآسيوية، حيث أصرت لجنة حكامه على اختيار الحكم الماليزي محمد أميرول ضمن حكام كأس أمم آسيا «الإمارات 2019»، برغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في دوري أبطال آسيا، وكلها أخطاء تؤكد عدم قدرته على التقدير الصحيح لركلات الجزاء.
ودفع المنتخب العُماني فاتورة اختيار الحكم الماليزي لإدارة مباراته مع اليابان في الجولة الثانية، وكعادته ارتكب الحكم الماليزي عدة أخطاء مؤثرة، منحت النقاط الثلاث للمنتخب الياباني، وحرمت العُمانيين من نقطة التعادل، باحتسابه ركلة جزاء اتفقت الآراء على عدم مشروعيتها، بينما تغاضى عن احتساب ركلة جزاء لـ «الأحمر» العُماني، ما ألقى بظلاله على معنويات الفريق العُماني في الشوط الثاني الذي لم يظهر الفريق بنفس أدائه القوي في الشوط الأول، وكأنه استسلم للهزيمة، طالما أن الحكم الماليزي أراد ذلك. وعموماً لا يزال للأمل بقية أمام الفريق العُماني ليلحق بركب المتأهلين للدور الثاني، بشرط الفوز على تركمانستان، أملاً في أن يكون من بين أفضل الثوالث، مع الإشادة بتألق حارسه فايز الرشيدي الذي ذاد عن مرماه ببسالة أمام الهجمات اليابانية.
×××
العقوبات التي فرضها الاتحاد الآسيوي على مدرب لبنان، لاحتجاجه على بعض القرارات التحكيمية في لقاء قطر، والسؤال من يعاقب الاتحاد الآسيوي على عدم تطبيق تقنية «الفار» منذ بداية البطولة، ما عرّض العديد من المنتخبات لظلم تحكيمي بيّن، ومن يعاقب الحكام الذين ارتكبوا أخطاء قلبت موازين بعض المباريات رأساً على عقب، وعلى رأسها عُمان الذي لم تحتسب له ركلة جزاء في مباراة أوزبكستان وخسر بهدفين لهدف، ولم تحتسب له ركلة جزاء أمام اليابان، وخرج «صفر اليدين» في أول مباراتين؟
برغم تحدي معظم ملامح المتأهلين للدور الثاني، إلا أن الجولة الثالثة والأخيرة بالدور الأول ستشهد مواجهات ساخنة، وكأن كلاً منها بطولة في حد ذاتها، من أجل تحديد المركزين الأول والثاني، وكذلك المتنافسين على المركز الثالث الذي يمكن لصاحبه أن يواصل مشواره إلى الدور الثاني، وتتصدر مواجهة كوريا الجنوبية والصين المشهد في المجموعة الثالثة، بينما تتواجه العراق مع إيران في المجموعة الرابعة، وفي المجموعة الخامسة تنتظر البطولة ما يمكن أن تسفر عنه مواجهة السعودية وقطر، وستكون المجموعة السادسة في انتظار اللقاء الساخن ما بين اليابان وأوزبكستان، وبرغم أن أطراف تلك المواجهات ضمنت التأهل المبكر، إلا أن كل مباراة بينها ستكون بطولة في حد ذاتها.
××××
لا تزال ثمانية منتخبات بلا رصيد من النقاط بنهاية الجولة الثانية، وشهدت المجموعات الثالثة والرابعة والخامسة والساسة حصول فريق على العلامة الكاملة، بينما تجمد رصيد الفريقين الآخرين في كل مجموعة من تلك المجموعات عند نقطة الصفر، وهي منتخبات فيتنام واليمن وعُمان وتركمانستان ولبنان وكوريا الشمالية وقيرغيزستان والفلبين، والأكثر من ذلك أن 3 منتخبات لم تلامس شباك المنافس، وهي سوريا وفلسطين والفلبين واليمن ولبنان وكوريا الشمالية.
ويبقى السؤال الأهم هل تستطيع تلك المنتخبات تصحيح تلك الأوضاع في الجولة الثالثة قبل فوات الأوان، أم أن «الإمارات 2019» ستكون بطولة للنسيان لكل منها؟