في غضون أسبوعين، حادثان يهزان الوجدان، في سريلانكا يواجه مواطن وأسرته حادثاً مأساويا، فقد زوجته وطفلته الرضيعة، وفي نيجيريا يُختطف مواطن من قبل عصابة إجرامية، طمعاً في فدية مالية قدرها خمسة ملايين دولار.. وفي الحادثتين كانت الإمارات حاضرة بقوة، والعيون الساهرة تابعت ولاحقت، ملتزمة بأخلاق المهنة، وثقافة أهل الوطن، وسجاياهم النبيلة.
في سريلانكا كانت الخارجية والداخلية، يداً بيد، في تلاحم وطني من أجل كشف حقيقة ما جرى، وأسبابه، تم ابتعاث طائرة خاصة، لتقل الأسرة المنكوبة، وباهتمام أولي العزم، وشيمة أهل النبل والوفاء، تم توفير كل ما يلزم رب الأسرة، وتسخير كافة الإمكانيات، بما يليق بابن الإمارات، وسمعة هذا البلد، أما في نيجيريا، فإن العصابة التي أرادت أن تغتنم فرصة اختطاف المواطن لتستولي على المبلغ المذكور دون وجه حق، فإن رجال وزارة الداخلية كانوا لها بالمرصاد، واستطاعوا بحنكة الرجال، وفطنة المنتمين إلى روح هذا الوطن أن يحرروا المواطن، وأن يوفروا طائرة خاصة تقله إلى بلده، سالماً معافى، رافعاً رأسه عالية، فخوراً بقيادة بلده، وأبطال الداخلية، الذين استثمروا تقنيات العقل، والذهنية الإماراتية الواعية، لأجل إنقاذ المواطن وتحريره من أيدي المجرمين، ما يدل على أن رجال الأمن في بلادنا، هم يد المواطن وإرادته وطاقته الهائلة التي لا تقبل الضيم، ولا ترضى بالظلم، وترفض الاستهانة بكرامة الإنسان، وسلامة جسده وروحه من أي غدر أو مكروه.
القدرة الفائقة لرجال وزارة الداخلية تسلط الضوء على أخلاقيات أهل هذا البلد، وتفانيهم وعدم توانيهم في مواجهة المواقف الصعبة، وبذل الغالي والثمين من أجل حفظ حرية الإنسان والاحتفاظ به، سليماً معافى من أي خوف وكل ما يعكر صفو حياته سواء في داخل الوطن أو خارجه، فالعلاقة مع الإنسان موصولة بحبل المودة، والوعي بقيمته كإنسان لا يمكن التفريط به، مهما بلغت الأسباب والمسببات.. فعل حضاري، يؤكد المستوى اللائق الذي وصلت إليه بلادنا، من تقدم في العقل والمادة دون تغليب جانب على آخر، إيماناً من القيادة الرشيدة، بأن الحضارة لا تكتمل حلقاتها، إلا بنضوج الوعي، وما يصبو إليه من وضع الإنسان في مرتبة الامتياز وبانحياز تام إلى كرامته، لأنها من كرامة الوطن وعزته وشهامته.. رجال الداخلية أبلوا بلاء حسناً، وهم يخوضون معركة الخير ضد الشر، وهم يواجهون الهمجية، بتطبيق المبادئ الإنسانية السامية، مؤكدين أنهم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بشخص الإنسان، المنتمي لوطن كل الناس، دون استثناء أو إقصاء أو إلغاء.


marafea@emi.ae