يمر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بمرحلة متباينة بين الصعوبة القصوى والتضعضع، يتلاشى على أثرها نشاطه الثقافي، وتتوقف سائر فروعه، بينما ينحو فرع دبي بعيداً في اتجاه متجدد، ويختلف في حضوره، ويبقى فرع أبوظبي على ورشات ثقافية بديلة يغذي بها الوقت دون رؤية عميقة، وتتوارى تماماً فاعليات الصرح الرئيس بالشارقة، ولا يكتفي فرع رأس الخيمة إلا بالهدوء المعتاد. والمعضلة الكبرى أنه لم يعد اتحاد الكتاب نشطاً فيما يخص الإصدارات الأدبية، سواء كانت شهرية أم سنوية. فهذا الصرح لم يعد يتوهج كما كان، كما لو أن الذاكرة الثقافية باتت تغيّب اتحاد الكتاب عن ساحة الإشعاع، وهو الذي كان أساسها، شامخاً في قمتها وقيمها. وما نراه اليوم، وما يحضرنا من معلومات، يستدعي التوقف والقراءة، فماذا يفعل مجلس إدارة اتحاد الكتاب؟ وكيف وبماذا سيرد على التساؤلات التي تطرحها الساحة الثقافية؟ فإذا كان اتحاد الكتاب يمر بمرحلة صعبة فهي لست الأولى، ولن تكون الأخيرة، بل اعتاد على تجاوز المراحل الصعبة وبامتداد يد العون من سائر الأعضاء، فمجلس الإدارة وحده لا يتحمل مسؤولية كل العثرات والعقبات، لكنه مطالب بالشفافية وبعمل رصين للم شمل الأعضاء، والإفصاح عما يدور في أروقته من صعوبات، سواء كانت مالية أم إدارية، أو أي صعوبات أخرى، يعتقد مجلس الإدارة أن على الجميع التكاتف لكي يتم تجاوزها وإعادة الاتحاد إلى مكانته الطبيعية. أما الأهم، فإن الاتحاد يقف اليوم على عتبة باب الانتخابات. وقد تكلمنا في أكثر من مناسبة عن هذا الموضوع. فمصلحة الاتحاد هي فوق مصالح الأعضاء. وهناك شخصيات أدبية أصبحت فاعلة على مستوى الوطن العربي، وقدمت الكثير لإبراز صوت الإمارات الثقافي، ومثلها شخصيات تعتبر مرحلية، ومثل هذه الشخصيات بإمكانها أن تعزز مسيرة الاتحاد وحضوره ومشاريعه. أما سائر أعضاء مجلس الإدارة الحاليين، وهم زملاء لنا وأصدقاء، وهم ثمرة العطاء الثقافي الرائد في الإمارات، لكن رحيلهم أصبح ضرورة، لأن وجودهم يشكل معضلة. وللحقيقة والمصداقية ولروح الديمقراطية، فإننا لا يمكن أن نختلق للاتحاد ضريبة عليه أن يدفعها بسبب التكتلات الانتخابية غير الفاعلة. إن الآلية الانتخابية بالنسبة لاتحاد كتّاب الإمارات، من الممكن أن تدرس من قبل الجمعية العمومية، وتخرج بمخرجات عملية تطور عمل الاتحاد، وتمده بمجلس إدارة رحب وفطن ومثابر من أجل المصلحة العامة. علينا نسيان الماضي والخلافات، وأن نتشبث بقراءة الواقع بعيداً عن الاحتدام، وبإرادة الجميع سينهض الاتحاد، وستعلو رايته في الساحة الثقافية.