المتابع للمستجدات على الساحة الإعلامية، وخاصة ما يتعلق بالصحافة من أمثالنا، يدرك أن الإعلام المكتوب على أعتاب مرحلة جديدة، سوف تتقلص فيها النسخ الورقية على حساب النشر الإلكتروني. واليوم، ما أكثر الأخبار من حولنا التي تتحدث عن اختفاء الصحف وتوقفها عن الصدور، وآخرها ما حصل في الكويت قبل حوالي أسبوعين، بإعلان صحيفة «أوان» عن توقفها عن الصدور، ومعها في نفس التوقيت صحيفة «الوقت» البحرينية، وقبلهما في الكويت أيضا صحيفة «الصوت»، وجميعها توقفت للسبب نفسه والمتمثل في المصاعب المالية الناتجة عن قلة التوزيع وانخفاض العائد الإعلاني. يمكن التجربة الكويتية لها خصوصيتها، بعد قانون المطبوعات الجديد، ارتفع عدد الصحف الكويتية بشكل قياسي، وبعد أن كان عددها يحسب على أصابع اليد الواحدة، وصل إلى 16 صحيفة عربية و3 أجنبية، تتنافس في سوق صغير، وكان من الطبيعي أن يصفي السوق نفسه بنفسه مع الوقت. لكن في المجمل، تقلص عدد الصحف وعائداتها حقيقة واقعة في كل مكان في الدنيا، وهناك نظرة سوداوية حول المستقبل تدعي أن شكل الصحافة الورقية الذي نعرفه في الوقت الراهن على وشك الانقراض والاندثار. ما يحصل حاليا يذكرنا بما حصل سابقا مع ظهور التلفزيون، التوقعات يومها كانت كلها تصب في أن عصر الراديو سوف ينتهي لا محالة مع انتشار البث التلفزيوني، ووصوله إلى كل البيوت. والفكرة كانت منطقيه في حينها، من يرغب بالاستمرار في الاستماع على حساب متعة المشاهدة، لكن مع الوقت، كلنا يعرف أن الراديو استطاع الصمود ومازال إلى يومنا هذا وسيله إعلامية لا غنى عنها، ويحرص معظمنا على التواصل معها. واعتقد أن الأمر نفسه سوف يتكرر مع الصحف، النسخ الورقية لن تختفي في يوم من الأيام، وستظل صامدة في المستقبل، نعم ستعاني وتتقلص أعدادها، وسيختفي بعضها، لكن المهم في النهاية أنها لن تموت كما يحاول البعض تصوير المشهد المحيط بها. هذا التحول الشديد الحاصل في واقع الصحف فرضته عليها التكنولوجيا، والتطور الكبير الذي قدمته في أشكال النشر، وهذا التحول يفرض على الصحافة مواكبته والاستفادة منه، لأنه يمثل طوق النجاة للمستقبلة في التركيز أكثر على النشر الإلكتروني على حساب الشكل التقليدي المتمثل في النسخ الورقية. Saif.alshamsi@admedia.ae