كثيرة هي المرات التي زرت فيها البحرين خلال حياتي المهنية والرياضية، وأعتز وأقدر كل زيارة من هذه الزيارات التي دائماً ما تزيدني يقيناً في كل مرة بأن البحرين لا يمكن أن تكون غير البلد المحب للسلام، البلد المضياف الذي يتفنن أهله، بطيبتهم وبساطتهم، في الاحتفاء بضيوفهم. لقد زرت البحرين في كل مرحلة من مراحل عمري، زرتها وأنا لاعب في منتخب الإمارات لكرة الطاولة، وزرتها وأنا صحفي رياضي أحمل أمانة القلم وأنقل الحدث الرياضي كتابياً، وزرتها وأنا الأمين العام للجنة التنظيمية لكرة الطاولة، وكل هذه الزيارات زادتني حباً وتعلقاً بهذا البلد الشقيق، لكن الزيارة الأخيرة للبحرين كانت مختلفة واستثنائية وتاريخية بالنسبة لي كصحفي وإنسان، لأنها كانت في ضيافة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، لحضور لحظة تاريخية ومرحلة مهمة في عمر البحرين وهي لحظة تسلم جلالة الملك تقرير اللجنة الوطنية لمتابعة وتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق التي شكلها، وتعهد بتنفيذ كل توصياتها قبل أن تبدأ مهمتها في قرار شجاع أشاد به العالم. لا يمكن للبحرين أن تكون بقعة نزاعات ومصدراً لتقرير سيئ لحقوق الإنسان، أو مصدراً لصراع طائفي، لقد شمل التقرير الذي شارك في إعداده خبراء متخصصون من داخل البحرين وخارجها كل النقاط الخلافية وطريقة التعامل معها في المستقبل، بما يحفظ حق المواطن وحق الدولة في الوقت نفسه، باختصار كان التقرير خريطة طريق للبحرين للانطلاق نحو المستقبل. أما عن النقاط التي أجمع كل البحرينيين على أهميتها في احتواء ما مرت به البلاد من مشاكل خلال الفترة الماضية، فقد لخصها الملك في كلمته، فأكد تحسين مناهج التعليم، وإصلاح القطاع الأمني والقضائي، ووضع خطة لإصلاح الإعلام وإعادة الموظفين المفصولين لأعمالهم، ووضع خطط التعويض لضمان سبل إنصاف المتضررين وبدء برنامج لتحقيق لم الشمل الوطني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب إنشاء مكتب مستقل لأمين عام التظلمات بوزارة الداخلية، ومكتب مستقل للمفتش العام بجهاز الأمن الوطني، وقبل كل ذلك إنشاء وحدة خاصة للتحقيق والمساءلة في الأحداث التي شهدتها البلاد العام الماضي. ورأيي أن البنود السابقة التي تعهد ملك البحرين ببدء تنفيذها، كفيلة بوضع البحرين على الطريق المستقيم بما يمنع أية مشاكل في البلاد مستقبلاً، وتقطع في الوقت نفسه الطريق على كل من أراد العبث باستقرار هذه البلاد لأهداف هي أبعد ما تكون عن مصلحة أهلنا هناك. وشكراً جلالة الملك.