الأسبوع الماضي وجدتني أقوم بحملة توعية عائلية حول ساعة الأرض، وأهمية تقليل استخدام الطاقة في المنزل والمكتب والعمل، وأي مكان، وما يعنيه تخصيص ساعة تطفأ فيها الأضواء في أرجاء العالم من أجل كوكب الأرض، الذي نتشارك العيش فيه جميعاً، ونقسو عليه بتصرفاتنا غير المسؤولة في كثير من الأحيان، قد يرى البعض أن المسألة غير مجدية، فماذا يمكن أن يؤثر إطفاء المصابيح لمدة ساعة واحدة، في حين لا تكترث الدول الصناعية الكبرى بالانبعاثات الغازية الضارة، أو بغيرها من الممارسات غير الصديقة للبيئة، غير أن كل واحد يتصرف من باب المسؤولية الفردية، فيرسخ هذا المفهوم البيئي والوعي، خصوصاً لدى الأبناء، إلى أن نصل إلى مستوى من المسؤولية والوعي البيئي الجمعي. وما أثار دهشة الوالدة، الله يحفظها، أن الكهرباء انقطعت عنا تلقائياً في المنزل ليلة السبت، فكانت مشاركتنا في ساعة الأرض إجبارية! أمس كان الأول من أبريل، وهناك عادة سخيفة يتبعها بعض المتأثرين بثقافات غريبة، فماذا يعني أن يستقبلك زميل بكذبة عوراء تجعل يومك أسود إلى أن تكتشف أنها مجرد دعابة سمجة بحجة أنها كذبة أبريل، وتلك مسألة تثير العجب إن لم تكن الريبة، مسألة الكذب هذه في أول أبريل، تقليعة من التقليعات التي تجد طريقها إلينا، وكأن الناس ينتظرون بداية أبريل ليتمكنوا من ممارسة الكذب، بينما هو من يوميات الكبار قبل الصغار، بل إنه أصبح جزءاً من الثقافة العالمية، فالجميع يمارس الكذب، وإن كان بشكل متفاوت، لدرجة أنه أصبح للكذب أنواع وألوان وأحجام، وأصبح للكذب طرق حديثة للانتشار، لدرجة أنه يطغى أحياناً على الحقائق، فيصدق الناس الكذب والافتراء على حساب الحقيقة، وتلك آفة ابتلي بها البشر منذ قديم الزمان، غير أنها تتجدد بطرق مبتكرة! المسألتان، أعني مسألة ساعة الأرض، وكذبة أبريل ليس بينهما فارق زماني، لأنهما وقعتا في الأسبوع نفسه، غير أن بينهما فارقاً ثقافياً كبيراً، ففيما الأولى تؤطر لثقافة مستدامة، تصب في مصلحة البشر جميعاً، تسعى الأخرى لتأطير عملية الكذب ليصبح مشروعاً، أو مبرراً، وهي ثقافة قد تعلم الأبناء سلبيات لا تفيد لا على المستوى الشخصي ولا على المستوى المجتمعي. bewaice@gmail.com