زيادة 70% لرواتب المتقاعدين، من صناديد الوطن، أمر نتوقعه دائماً من قيادتنا الرشيدة، لما لجنودنا وضباط جيشنا من مكانة عالية في النفوس، لأنهم الدرع والذراع، ولأنهم القيمة والشيمة والشكيمة، ولأنهم الصف المتقدم دائماً لصون الحياض، وزرع الرياض ببذور الأمن والأمان والاطمئنان، ونثر الاستقرار في ربوع الوطن، ولأنهم الرسالة السامية التي تهديها الإمارات للعالم أجمع.. فها هم الآن يلونون بقاع العالم بزخرف العون والمساعدة، ويساندون شعوب العالم التي قهرها الظلم وكبدتها الحروب والمآسي والكوارث. ولأنهم نجباء الوطن، فالأيدي الكريمة تمتد نحوهم بسخاء ووفاء، ولأنهم الفصيل الذي فصّل وأصل الحق وأنبت الحقيقة، فإن القيادة الرشيدة تلمست حاجة هؤلاء الى التكريم في ظل سطوة الظروف المعيشية الصعبة، وفي غضون مرحلة اقتصادية يتصاعد لهيبها، وترتفع درجة حرارتها، تجد القيادة نفسها أمام الالتزام الأخلاقي تجاه هؤلاء، وهذا ما علمتنا وعودتنا عليه السياسة في الإمارات، فالحاكم يسبق المحكوم في تلبية المطالب الإنسانية لأنه جزء من الكل، ولأنه وضع نفسه مكان الجميع، الأمر الذي يجعل من هذا البلد جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالعون والصون ورفع الضنك ومنع التعب، ومجابة السؤال بجواب شافٍ وكافٍ.
جنودنا وضباطنا الأوفياء يستحقون هذا التكريم وأكثر، ومن يعمل لابد وأن يكافأ وأن يجازى بالإحسان لأنه عمل وقدم للوطن ما يستحقه، ووضع نفسه رهن الإشارة، وقيد النظر بلا كلل أو ملل.
نفرح لهم، ونسعد لكل مواطن في أي قطاع من قطاعات العمل، ينال التكريم، وتصله الأيدي المباركة لأن هؤلاء هم الجذر وهم الأصل، وهم الذين يحق لهم أن يسعدوا بما أسعدوا، وما بذلوا وما قدموا للوطن من إنجازات نفخر بها ونعتز، ونضعهم جميعاً تيجاناً على رؤوسنا، وأطواقاً في أعناقنا. نفرح لهم جميعاً هؤلاء البواسل، وكل مواطن يتبوأ مكانة عالية في ربوع الوطن الجميل. نفرح لأن بلادنا تتزهى اليوم بهذه القلائد التي تنثرها القيادة في كل مكان وموقع من أجل إسعاد المواطن ورفع شأنه، وجعله في مواقع السحاب والهامات والقامات الشاهقة. نفرح لأننا في وطن وهبه الله قيادة تقف في صف الجميع، وتنظر الى الوطن كأسرة واحدة يجب أن يتمتع أفرادها جميعاً بالتعليم الجيد والرعاية الصحية الكاملة، والاهتمام البالغ بالشأن الاجتماعي حتى لا تعثر ناقة ولا تكبو خيل في ربوع الوطن.
نفرح لهم ونستشعر أن الخير عميم، ولابد أن يفرح كل من يعيش على أرض الإمارات، بحضور قيادة تحكم بحكمة وتقود المسيرة بقوامة الناس النبلاء.


marafea@emi.ae