بين ثنايا فعاليات طيبة مباركة، يسطع أمامنا مشروع إنساني جميل يتمثل في مبادرة سجادة السلام لسمو الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان. أحدث ظهور ومشاركة للمشروع كان في معرض «عام التسامح» الذي نظمته مؤخراً وزارة الداخلية.
مشروع «سجادة السلام» يحمل في طياته رؤية إماراتية في مساعدة المجتمعات الهشة وتحقيق الاستدامة لها بتحويل القطاعات المهمشة في تلك المجتمعات إلى فئات منتجة. مبادرة «سجادة السلام» عملت على تأهيل المرأة الأفغانية وإعدادها في مجال هو جزء أصيل من تراث بلادها بمساعدتها على الانخراط في مجال إنتاج السجاد الأفغاني، وكذلك مساعدتها على تسويقه والترويج له وبيعه في أسواق خارجية في مقدمتها الإمارات. وتوظيف تلك الموارد لصالحها ولتحسين ظروفها المعيشية وتمكينها من الاعتماد على نفسها. ليس ذلك فحسب بل حققت المبادرة مشاريع متنوعة متكاملة تتصل بالصحة والتعليم والاعتناء بالطفولة في مجتمع عانت فيه المرأة كثيراً بسبب هيمنة قوى الظلام والتطرف التي تتعامل مع نصف المجتمع بدونية وتعسف وجور يحجب عنها أبسط حقوقها في الحياة الكريمة والتعليم والصحة وغيرها.
جاءت مبادرة «سجادة السلام» لتعزز روابط المجتمع الأفغاني الذي عانت فيه المرأة من التهميش والتمييز، ولتتكامل مع مشاريع إنسانية رائدة نفذتها الإمارات في ذلك البلد الذي ينهض من جديد بعد عقود من العزلة والخراب والدمار والجهل والتجهيل الذي مارسته عصابات «طالبان» الإرهابية خلال فترة حكمها التي جعلت من أفغانستان ملاذاً لكل إرهابيي العالم. ولعل من المبادرات الناصعة التي نفذتها الإمارات هناك مشروع مكافحة شلل الأطفال الذي كانت تقاومه العصابات الإرهابية وتروج حوله الإشاعات والأكاذيب.
مبادرة مشروع «سجادة السلام» قدمت لنا صورة جميلة عن أفغانستان، صورة نسوة شمرن عن سواعدهن وصممن على مغادرة البؤس لمعانقة الحياة الكريمة التي تستحقها بكل جدارة لبناء بلادهن جنباً إلى جنب مع الرجل بعد دحر قوى الشر والتطرف. ورسمت المبادرة الابتسامة من جديد على تلك الوجوه التي استعادت كل معنى جميل في الحياة بعد أن كانت رهينة عند الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين الحنيف ووظفوه ليمارسوا أسوأ وأبشع أنواع الظلم والاحتقار بحق المرأة التي كرمها الإسلام. وشاهدت بنفسي في كابول وخوست الأثر الطيب لأيادي الخير ونسمات «رياح الخير» الإماراتية، فشكراً لراعية «سجادة السلام» والقائمين على المشروع الإنساني النبيل.