الخير متواصل، مثل ما هي أشعة الشمس الذهبية تلون الصحراء بقلائد الحب وأهداب العذوبة. بنك الإمارات للطعام نهر الوفاء يسهر على إرواء أشجار الحياة، ويبلل ريق الطير، ويغسل عيون الغزلان. هذه هي الإمارات، تمر خطواتها على ضفاف مزروعة، بالهوى وقصائد العشاق، مرسومة وعياً كونياً، لا يخف ولا يجف. هذه هي الإمارات تضع دائماً على عاتقها مسؤولية تلوين أحلام الناس وتعشيب الأرض، وتخصيب الأفئدة، وترطيب الرمل، وتهذيب المشاعر، وتشذيب الوعي، والوصول بالبشرية إلى خلاص ينثر البهجة والسرور، ويرفع رايات الظفر، بحياة هانئة رغيدة، هذه هي الإمارات قيادة وشعباً، سمتهما الكرم، وسجيتهما الكرامة، وعلى الجباه تسكن علامات الإباء والنخوة، والانتصار للحقيقة، ونصرة الحق، وتحقيق الأمنيات بيسر وعفوية. هذه هي الإمارات، علامة بارزة، في فضاء العالم، لا تُضاهى ولا تباهى، إنها الفضيلة الأفلاطونية، وسمو الرؤية ورفعة المبادئ، ونقاء القيم، وما بنك الإمارات للطعام إلا إحدى الإضاءات المشرقة، المستشرفة لمستقبل التواؤم، والتلاحم والانسجام بين جل الشرائح في المجتمع، حيث سيكون هذا المنجز بمثابة اليد الطولى التي تصل إلى كل محتاج، تعبيراً عن تضامن أهل الخير مع إخوانهم وبني جنسهم من دون فرق أو مزق. ولا غرابة في الأمر، لأن الإبداع الإماراتي مجال المشروعات العملاقة، ماضٍ مثلما تذهب أغصان الشجر إلى السماء، ومثلما تعانق أجنحة الطير شغاف السحاب، ومثلما تحدق عيون الكاعبات في مفردات قصيدة عصماء، ومثلما ترتل الشفاه المتبتلة آيات الخالق في خلقه البديع. هذا المشروع الإنساني، يرسخ ثقافة الانتماء إلى الإنسان، والوفاء للكون، والصدق مع المبادئ القويمة التي انتمى إليها ابن الإمارات، وعاشها فعلاً وقولاً. هذا المشروع يعبر عن مدى قدرة العقل الإماراتي على السير بالإبداع نحو غاياته المدهشة، نحو راياته المذهلة، فقط لأنه عقل، جاء من صفحات الصحراء النبيلة، التي علمته الانشراح أولاً، ثم التأمل في شؤون الكون، ثم الصبر والجَلَد، ما يعني أننا أمام مشاريع لن تحدها حدود لأن الصحراء في العقل، مثل الوعي في المعرفة، وكلاهما يتجهان نحو عطاء لا نهائي، وصفاء لا منتهٍ، وقدرات فائقة على تقديم المزيد، طالما بقي العقل الوريد المتصل ما بين رخاء البحر، وثراء الصحراء، وما بين هذين المتوازيين يقف الإنسان المنحدر من سلالة النجباء النبلاء الأوفياء.