من غريب قول العرب تسميتهم مكان اجتماع النساء المأتم، أما مكان اجتماع الرجال فيسمى المحفل! فهل يعد هذا تحيزاً لغوياً للرجل؟ تقول العرب في تفصيل أمكنة الناس المختلفة الحِوَاءُ مكانُ الحَيِّ الحِلال.. الحِلَّةُ والمَحَلَةُ مكان الحُلُول الثَّغْر مكان المَخَافَة، والموْسمُ مكان سوق الحَجيج.. المَدْرَسُ مكان دَرْس الكتب، والمَحْفِل مكان اجتماع الرجال.. المَأتم مكان اجتماع النِّسَاء، النَّادِي والندوة مكان اجتماع الناس للحديث والسَّمَر. المَصْطَبَة مكان اجتماع الغرباء، ويقال: بل مكان حَشْد النَّاس للأمور العِظَام.. المجْلِس مكان استقرار النَّاس في البيوت، والخَان مكان مَبِيتِ المسافرين.. الحًانُوت مكانُ الشِّرَاء والبيع، والحَانَة مكان التَّسَوُّق في الخَمْر.. المَاخور مكان الشرب في منازِلِ الخَمَّارين، والمِشْوَار المكان الذي تشَوَّرُ فيه الدواب أي تُعْرَضُ.. المَلَصَّة مكان اللُّصوص، المُعَسْكَر مكان العَسْكَر.. المَعْرَكَة مكان القِتَال، والمَلْحَمَة مكان القتْل الشَّديد. المَرْقَد مكان الرُّقاد، والنَّامُوس مكان الصَّائد. المَرْقَب مكان الدَّيْدُبان، والقُوس مكان الرَّاهِبِ.. المَرْبَعُ مكان الحَيِّ في الربيع، والطِّرَازُ المكان الذي تُنْسَج فيه الثِّيَاب الجِيَاد. ويقال في العوارض الطبيعية : أشْمَمْته كَذا فَعَطَسَ منه، وَكَدَس، وتوَاتَرَ عليه العُطاس، والْكدَاس بالضّم، وأكثر ما يستعمل الْكُدَاس في البهائم، وقد عَطَّسَهُ الدوَاء تعطيساً وذلك الدواء عَاطُوس على فَاعُول. وَسَعَلَ الرجُل سُعَالا وسعُلة بِالضم فيهِمَا، وأَحَّ أَحاً، وَبِهِ سُعَالٌ سَاعِلٌ، وَسُعَالٌ قَاحِب، أَيْ شَدِيد ، والقُحَاب سُعَال الإبل والخيل ونحوه، وكانت العرب تقول للشّابِّ إذَا سَعَلَ: عُمْراً وَشَبَاباً. وللشّيْخ: ورْياً وَقُحَاباً. أيْ قَيْحاً وَسُعَالاً، والْورْي الْقَيْح في الجَوف خاصة. وَيقال: نحَمَ الرجلُ، وَتَنَحْنَحَ، وسمِعْت له نَحْمَةً، ونَحِيماً، وهو شبْه السعال لأذى يجِده فِي حلقه.. وَالنَّحِيمُ أيضاً شِبْه أنين يستريح إليه العَامِل وقدْ نَحَمَ السّاقِي وغيره إذا زَحَرَ عند جذْبِ الدِّلاءِ. وَالنَّحْطُ قريب منه يقال : نَحَطَ الْقَصّار وَنَحْوه إذا ضرَبَ ثَوْبَه علَى الْحَجر وَتنَفَّس ليكون أرْوَح له، وكذلكَ الْفَرَس إذَا رَدَّدَ صَوْتَهُ بَيْنَ حَلْقِهِ وَصَدْره من الثقَلِ أوْ الإِعْياء.. وسمعته يتَنهّد وهو أن يخرِج نَفَسَه بعدَ مَدِّه تَوَجُّعاً أو غَماً، وقَد تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ مثال عُلَمَاء، وَتَنَفَّسَ صُعُداً بضمَّتَين، وهو تَنَفُّسٌ طَويل بمشقّة. ويقال: اِغْتَرَقَ الرّجُل نَفَسَهُ إِذا اسْتَوْعبه في الزَّفير وهو إخراج النَّفَس. وأخذه الفواق بِالضّم ويهمز وهو ترديد الشّهْقَة العالِيَة، والشّهْقَة إدخال النّفَس، وأخذتْه الْمَأَقَة بالتَّحْريك وهي شبه فُوَاقٍ يأخذ الإنسان عند الْبكاء والنَّشيج، وَيُقَالُ : نَشَجَ الْبَاكِي إِذَا غَصَّ بِالْبكاءِ فِي حَلْقِهِ فَرَددَ صوتَه فِي صَدْرِهِ ولم يخرِجه. طرفة بن العبد: فَكيفَ يُرجّـي المـرءُ دَهراً مُخلَّـداً، وأعمالُـــهُ عمّــا قليــــلٍ تُحاســبُهْ ألـم تَرَ لُقمانَ بــنَ عــادٍ تَتابَعــتْ عليـه النّسـورُ، ثمّ غابـتْ كواكبـه؟ وللصعبِ أسـبابٌ نجلُّ خطوبهـا، أقـامَ زمانـــــاً، ثمّ بانـــتْ مطالبـهُ إذا الصعبُ ذو القرنينِ أرخى لواءهُ إلى مـالكٍ سـاماهُ، قامـت نوادبـه؟ يسيرُ بوجهِ الحتفِ والعيشُ جمعهُ وتَمضـي علــى وَجْـهِ البِلادِ كَتائِبُه