عندما يواجه منتخبنا هذا المساء نظيره العراقي، في نصف النهائي كأس الخليج، لن يكون من المقبول القول إنها تأتي ضمن مراحل إعداد الفريق لخوض كأس أمم آسيا التي تقام بعد عام من الآن، ولكنها مواجهة من أجل الذهاب بعيداً، من أجل العبور إلى المباراة النهائية، والاقتراب من معانقة الحلم الخليجي والتربع على عرش البطولة للمرة الثالثة تاريخياً. عندما يواجه «الأبيض»، «أسود الرافدين» في مباراة تأتي بعد أسبوعين من مواجهة الفريقين الأخيرة ودياً قبل القدوم إلى الكويت، لن يكون منتخبنا هو المنتخب نفسه، كما أن الخصم سيكون مختلفاً، فالنوايا والمناسبة والطموحات والأهداف والدوافع كلها مختلفة تماماً، وبالتالي إذا كنا قد فزنا في تلك المباراة، فهذا لا يمنحنا أفضلية، ولكن الأفضلية تنتزع بالعطاء والأداء الذي سيقدمه كل لاعب على أرضية الملعب. هي مباراة زاكيروني الذي لا بد أنه عكف خلال الأيام الماضية، على دراسة مفاتيح اللعب لدى المنتخب العراقي، وعرف نقاط القوة والضعف لدى الخصم، وحصل على فرصة كافية لإعداد خطة اللعب التي تتناسب مع المباراة، وبالتالي ننتظر أن يكون الأداء اليوم متناسباً مع أهمية وطبيعة المرحلة، والمحافظة على الانضباط الدفاعي المميز، مع ضرورة تحسين الجوانب الهجومية التي لم تكن فعالة خلال الدور الأول من البطولة. هي مباراة اللاعبين قبل كل شيء، عليهم الإيمان بقدراتهم جيداً، وتأكيد أفضليتهم ونجوميتهم التي يتحدث الجميع عنها، ربما لم تظهر حتى الآن بالشكل المطلوب، والأسباب عديدة، ولكن ننتظر منهم اليوم هدية العام الجديد لشعب الإمارات، ولا نطالبهم سوى بالقتال على أرضية الملعب والتسلح بالروح العالية، وأن يضعوا علم الإمارات نصب أعينهم، ليقدموا مباراة مثالية متكاملة خالية من الأخطاء. مباراة اليوم تختلف عن المواجهات السابقة، الخطأ فيها قد يكلفنا الكثير، ولا مكان للحلول الوسط، الفوز يقودنا إلى المباراة النهائية ويجعلنا قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب، والخسارة تعني أن نحزم حقائبنا ونودع البطولة، وبالتالي علينا التحلي بالتركيز المطلوب، وعدم استعجال النتيجة، وأن تكون ردة الفعل حاضرة وقوية في مختلف فترات المباراة. هي مباراة في كرة القدم، من أجل الاقتراب من الحلم، من أجل البقاء في البطولة ومواصلة المشوار حتى آخر لحظة، وقد شدت الجماهير الرحال إلى الكويت خلف المنتخب، سيكونون هناك في استاد جابر، سيرددون معكم النشيد الوطني، وسيهتفون «أوه يا الأبيض».