مع تطبيق الاختبارات الوطنية EMSA على طلبة مدارس أبوظبي، تمضي الخطوات التعليمية باتجاه، الممكن، والتمكن، والاستحقاق في تحقيق أعلى جودة وأرفع مستوى لطلابنا الذين نريدهم أن يكونوا قادة المستقبل، ورواد نهضة بلادنا، واللاعبين الأساسيين في صناعة الغد، وصياغة التطور، وإبداع المستحيل، ليصبح واقعاً على أرض الوطن.
اختبارات القياس هذه وحسب النبض تنبع من رغبة القائمين على التعليم في معرفة المستوى ودراسة القدرات والطاقات الطلابية.. نحن اليوم غير الأمس، نحن أبناء الحاضر من أجل المستقبل، نبني الجيل ليكون سنابل فرح، وباقات سرور، وطاقات نجاح وظفر بكل ما يحتاجه الوطن من مستلزمات الحياة وأدوات التفوق والتميز، والتفرد، نحن اليوم أمام اختبار، إما أن نكون ناجحين محققين طموحاتنا بقوة أو نكون راسبين متخلفين، وهذا ما لا تقبله القيادة الرشيدة في بلادنا، وهذا ما لا يرضاه الإنسان النبيل في وطننا، وهذا ما يخالف حقيقة التطور الذي تشهده الإمارات على مختلف الصعد والمستويات.
إذاً اختبارات القياس هذه في مدارسنا ليست للرفاهية، ولا للترف وضياع الوقت، إنما هي من أجل أن يقف المسؤولون على مستويات أبنائهم من الطلاب وأن يعرفوا ما تحتاجه العملية التعليمية لكي تحقق مبتغاها، وتجيد في خطواتها.
اختبارات القياس، سوف تضع خريطة واضحة المعالم أمام المعنيين حول مستوى التحصيل لدى الطلاب وإمكاناتهم العقلية، وقدراتهم النفسية في مواجهة شيء اسمه الامتحان.. وحتى يعرف الطلاب أن الامتحان لا هوان فيه ولا إهانة ولا امتهان، بل هو مساجلة معرفية لابد أن يخوضها الطالب بإرادة واعية، وعزيمة قوية، وشكيمة راسخة ولابد أن يعرف الطالب أن التعليم ليس حفظاً وتكراراً واجتراراً، بل هو إبداع في مضمونه، واختراع المستحيل ليصبح ممكناً وسهلاً لا يخيف ولا يصيب بالحيف، بل هو ظل خفيف أليق يحققه الإنسان بكل لياقة متى ما تسلح بالوعي بقيمة العلم وحتى ما تأزر بالطموح من أجل رفعة الشأن وإعلاء كلمة الوطن فوق كل أنانية وذاتية.
خطوة الـ emsa رائعة ومبدعة وتحتاج إلى تكريسها كواقع في جميع مدارس الدولة، وتحتاج إلى تطويرها لأن تصبح دورية في أكثر من مرة في السنة الدراسية حتى يكون الطلاب على مقربة من المواجهة مع النفس، ومعرفة القدرات دون مواربة أو إخفاء للرأس تحت أرتال التواري عن الحقيقة.
الاختبارات جيدة وتحتاج إلى إزاحة الستار عن رهبتها وجعلها أشبه بالحلقة النقاشية بين ندين متساويين.



marafea@emi.ae