تضع حكومة دبي الابتكار والتميز في صلب العملية التنموية للإمارة لما لهذا الجانب من أهمية قصوى في تنمية القدرات وتطوير الإمكانيات والرقي بالمنجز الحضاري وتخصيص نسبة قدرها ثمانية بالمائة من إجمالي الإنفاق الحكومي لتطوير الأداء وترسيخ ثقافة التميز والابتكار، والابتكار يشير إلى مدى الوعي بأهمية الإنسان المبدع والمبتكر، والذي يشكل شراع الانطلاق إلى محيطات العمل الإنتاجي وترسيخ قواعد النهضة الاقتصادية على مفاهيم الإبداع وابتكار الجديد لمسايرة العصر والمضي قدماً في التطور إيماناً من القيادة أنه لا بقاء للضعفاء ولا حياة للمتخاذلين ولا تنفس للذين يقبلون أن يعيشوا في الغرف القديمة. هذا الرقم يقدم صورة مثالية للاهتمام البالغ الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للعقل الإنساني لما له من دور جوهري في النمو والارتقاء، وقدرة هذا العقل على تحويل المستحيل إلى الفعل البديهي الذي لا يقبل التردد أو التعهد لأنه ما من عقل صافٍ يعجز عن اختراق المجهول، وما من نفس مطمئنة تتهاون عن اقتحام المسافات البعيدة، نحن الذين نصنع غدنا، وكما قال الإغريقي بروتاغوراس الإنسان هو الحقيقة ومتى ما اتضحت حقيقة الإنسان بالوعي أصبح مالكاً لمستقبله قابضاً على أيامه بعقل بصير ونقاء ضمير والاهتمام بالعقل المبدع هو بلوغ قمة الشجرة وقطف أجود الثمار وعدم الانتظار إلى ما تقدمه الصدف والظروف الطارئة. الإنسان هو الحقيقة والحقيقة أن يبذل الإنسان جهده كما ينال حقه في الحياة ويعيش مكرماً معززاً لا أن يبقى عالة على الآخرين مستهلكاً ملتقطاً البقايا.. هذه هي رؤية القيادة في بلادنا، هذه شيمتها في التعامل مع الإنسان كونه محور التطور وجوهر التغير، وهو نول النسيج لصياغة قماشة الحياة ووضع الألوان الزاهية على رقعتها.. هذه هي نخوة القيادة في بلادنا قائمة على الاعتزاز بالإنسان كونه الشراع واليراع وكونه الحبر والخبر وكونه الماء والشجر، الإنسان في بلادنا وجد على أرض الصحراء ليكون النخلة والسنبلة ويكون الماضي والحاضر والأيام المقبلة يكون السفر الطويل والغيمة المظللة يكون البحر والزعانف والموجة المجلجلة يكون الزلزلة في غضون الأيام وتلافيف المرحلة لأجل غد الإمارات الحبيبة ومراحلها المدللة لأجل الإنسان هنا، لأجل الشجرة في رؤوس الجبال كي تبقى خضراء يافعة لا مبتذلة. هذه خطة القيادة في بلادنا، وهي أن تبقى الأشياء دائماً في قلب الوجود حية، حيوية، شفافة، معطاءة، سخية، وفية، نقية، متناهية في ثراها وغناها تعيش في بذخ إبداعي وترف ابتكاري لا ينطفئ ولا يختبئ، إنه البروز الدائم في مشهد الحياة، إنه الظهور عند سواحل العالم والراية مرفوعة بأيادٍ من أبناء هذه الصحراء وهذا الحضن الدافئ.. هذه هي رؤية القيادة، الابتكار أولاً كي تستمر النهضة ناصعة، يانعة، ساطعة في سماء الدنيا لا تغشيها غيمة ولا تسبقها نجمة لأنها الإمارات يجب أن تكون الأولى، وهذا قرار فطري غريزي لا يحتاج إلى جدل.