من يقود حملات دعم المنتخب، في أي مكان، ليس اتحاداً ما، وليست هيئة ولا حتى مسؤولاً، إنهم الجماهير الذين يحملون على عاتقهم قيادة السيمفونية الوطنية خلف المنتخب، ويقومون بجهود جبارة، من أجل الاستفادة القصوى، من عامل الأرض الذي يجب أن يكون عاملاً مساعداً لنا في كأس أمم آسيا التي تستضيفها ملاعب الدولة.
هؤلاء الجماهير وروابط المشجعين هم الجنود المجهولون، ربما لا نعرف أسماءهم، ولكنهم يقومون بجهود مشكورة، وبوازع وطني خالص، هم يقومون بأدوارهم التي كرسوا أنفسهم لها، ولا يبحثون عن تذاكر في مقاعد وثيرة، أو في منصة كبار الشخصيات، وغاية طموحهم وكل مرادهم أن يكونوا عنصراً مهماً وداعماً، في مسيرة المنتخب، خلال هذا المعترك القاري.
ومن أجل الخروج من الشكل النمطي الذي اعتدنا أن نرى عليه المشجع الإماراتي، قام بعض هؤلاء الجماهير بابتكار حملة، «تم نحضر بعلم»، وهذه الفكرة العبقرية تتلخص في قيام كل مشجع إماراتي يحضر إلى استاد هزاع بن زايد في مدينة العين، خلال المباراة المقبلة بإحضار علم الدولة، والهدف هو أن تغطي أعلام الدولة كل أنحاء المدرجات، في مشهد سيكون مهيباً ومدعاة للفخر، ومحفزاً للاعبين الذين سيكونون على أرض الملعب ويشاهدون هذا المنظر.
الفكرة المبتكرة تنجم عنها الكثير من المبادرات، فقد أعلن العديد من المشجعين عن تطوعهم بشراء كميات كبيرة من الأعلام وتوزيعها على الجماهير الحاضرة بشكل مجاني دعماً للفكرة، وهذا يعكس المعدن الأصيل لأبناء هذا الوطن، ومدى اعتزازهم وافتخارهم بعلم بلادهم، ورغبتهم الصادقة والمخلصة في رؤيته عالياً خفاقاً كرمز للانتماء والولاء.
في كأس العالم 2006 أطلق الألمان حملة «تحريك العلم الألماني»، وكانت هذه الحملة لتغيير الفكرة المترسخة عن الشعب الألماني، أنهم قوم غاية في الجدية لا يجيدون الاحتفال أو التعبير عن مشاعرهم، حتى وهم يشجعون منتخب بلادهم، وقد نجحت الحملة آنذاك نجاحاً منقطع النظير، وتمكنت من تغيير النمط السائد بين الجماهير الألمانية حتى يومنا هذا.
واليوم يقود مجموعة من شباب الإمارات حملة مماثلة، فقد آن الأوان أن يعيش المشجع الإماراتي أجواء مختلفة، وهو يشاهد المباريات، فهي ليست المكان المثالي للمشجع الصامت، أو ذاك الذي يذهب إلى الملعب بكامل أناقته، ولكنها مسرح للضجيج، وأداة فعالة لتحفيز أصحاب الأرض، ولإثارة الرعب في قلب المنافس، ولأنها فكرة مبتكرة وعبقرية، فهي تحتاج من الجميع التعاون والمساندة والدعم، لذا لا تذهبوا غداً إلى استاد هزاع بن زايد، إلا وفي يد كل منكم العلم، «طلبناكم قولوا تم».