إطلاق كتاب «الإمارات تاريخنا» برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، يمثل أهمية خاصة على مسار تعزيز الهوية الوطنية، ويلبي مسألةً غايةً في الأهمية، تتصل بحاجة مناهجنا الدراسية في مختلف مراحل التعليم، للتعريف بالتاريخ المجيد لهذا الوطن الغالي، وغنى أرض الإمارات بشواهدَ حضارات متعاقبة.
كتاب «الإمارات تاريخنا» يسد حاجة ماسة توليها قيادتنا الرشيدة اهتماماً خاصاً في بناء الشخصية الإماراتية وفي رحاب «المدرسة الإماراتية».
الكتاب الذي يُدرّس في مرحلة تجريبية ضمن مناهج الحلقتين السابعة والثامنة، وسيعمَّمُ على كافة المراحل التعليمية اعتباراً من العام الدراسي المقبل، يغذي المقَرّرَ المدرسي في جانب يتطلبه بصورة ملحة، ويعرِّف الأجيالَ بأننا «لسنا طارئين على التاريخ، ولسنا غريبين على حركة الحضارة»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه «ومضات من فكر»، والذي كان ثمرة جلسة حوارية لسموه في القمة الحكومية بدبي فبراير 2013.
كما أن طرح إصدار خاص من الكتاب للجمهور خلال الصيف المقبل، يحمل رسالة تعريفية بأن الإمارات أقدم مما يتصورون ويعتقدون، فقد احتضنت حضارات أم النار وساروق الحديد وتل الأبرق وغيرها من الحقب التاريخية الزاهية، وملاحم الأجداد في تجاوز التحديات.
للأسف البعض لا يرى من تاريخ الإمارات سوى الخمسة عقود الماضية، عقودٌ نفخر بها لأنها حافلة بالمنجزات والمكتسبات مع قيام الدولة على يد الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسين رحمهم الله، وهي امتداد لحلقات متصلة من تاريخ ثري للبلاد.
واليوم برعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تكتمل الحلقات، لتصل أجيال اليوم علماً ومعرفة ووعياً وإدراكاً بتاريخ محلُ فخرنا واعتزازنا وزَادُ انطلاقنا للمستقبل، وهي تتكامل مع توجيهات سابقة لسموه بإدراج مادة التربية الأخلاقية في مناهجنا، وتمضي لتبني أجيالاً هم الثروة الحقيقية للوطن، وأغلى استثماراته.
تاريخٌ مجيدٌ مهَّد لحاضر زاهٍ، صاغ مستقبلاً زاهراً في وطن العزة والرفعة والشموخ والإنجازات في «البيت المتوحد» الذي ترعاه قيادة ملهمة، تقوده بعزيمة لا تلين نحو مرافئَ الأمن والأمان والرخاء والازدهار، تحف به المحبة والتلاحم والتسامح والسلام.