صبيحة الجمعة الماضي، استيقظنا على خبر تسونامي الجديد يضرب اليابان، حدث في النصف الآخر الأقصى من الكرة الأرضية طغى على نشرات الأخبار، وأغرق هواتفنا بالرسائل أيضا! فلسبب مجهول جند البعض أنفسهم لنقل مجريات الحدث مباشرة من أرض الفيضان إلى هواتفنا. لم تكن المشكلة طبعاً في الأخبار والصور والفيديوات المأخوذة من النشرات التلفزيونية لكن “طفحت” مسجات أخرى عن اقتراب موجات تسونامي من شواطئ (الفجيرة)! ورسائل عن تأثر أهل (كلباء) بهزات ارتدادية! وطبعاً تحذيرات “قوية اللهجة” لمن يعرف أحداً من رواد “بانكوك” لإخباره أن الأمواج ستسافر 16 ساعة وتصل إلى “بوكت” وأن علينا نحن الجالسين على أرض تقع بين خطي عرض 24 شمالاً و54 شرقاً أن نرسل له هذه التحذيرات على اعتبار أن الجالس في بوكت لن يرى الأخبار ولن يسمع تحذيرات الحكومة وسيتفرغ لقراءة البرودكاست! لم يكتف محبو استغلال الفرص بمثل هذه التحزيرات والرسائل والإشاعات بل تبرع بعضهم بإعادة صياغة المفاهيم الإسلامية، وأصبحوا جيولوجيين فجأة فقرروا أن التسونامي أزاح الأرض عن محورها 10 سنتيمترات (لا أعرف من الذي قاصل//؟؟؟؟؟ إلى عمق المحيط وحسبها بالملي) وأن هذا دليل على اقتراب الساعة (التي بينها الله بعلامات ووقائع معروفة)، هذه الإزاحة التي ربما تكون حقيقية، فسرت باقتراب خروج الشمس من مغربها – كما قالوا- وأن القيامة ستقع يوم الجمعة القادمة! تسونامي اليابان كان فرصة أيضاً لمحبي الفكاهة والظرفاء من جمهورنا العزيز فمنهم من تساءل عن تصليحات شوارع بعض إمارات الدولة وإذا ما كانت ستنتهي قبل إعادة إعمار اليابان؟ وآخرون فكروا هل ستنتهي تحويلات الشوارع بين المدن الرئيسية قبل رفع جسور اليابان وإصلاح شوارعها أم أننا نحتاج لتسونامي آخر كي تنتهي؟ لمرات كثيرة أفكر بأن لا أكتب عن عوالم البلاك بيري، لكن الأحداث تسبقني وتفاعل الناس الغريب معها يدفعني لإعادة النظر، يبدو أن الكل يبحث عن فرصة، ومحبو متابعة كل شيء ومن يعشق إرسال الرسائل منهم يتفرغون لنشر كل جديد عن الحدث سواء كان حقيقة أو خيالا، كل معلومة وصورة وفكرة قابلة للنشر عندهم، أما محبو تهويل الأحداث خاصة أولئك الذين يتحدثون عن جهنم وكأنهم تربوا وترعرعوا فيها يمطروننا بتحليلات مخيفة حول الحدث، وأخيرا – وهذه الفئة تعجبني- عشاق الفكاهة الذين يذكرونا دوماً بأن للحدث وجهاً آخر مبتسماً لم نره من قبل.