من حق البعض أن يرى أن فوز «الأبيض» على نظيره الهندي لم يكن مقنعاً، حتى وهو يتذوق طعم الفوز للمرة الأولى في البطولة الحالية، وأن الخطوط لا تزال متباعدة، وأن الأداء بوجه عام لا يزال أبعد ما يكون عن مستوى الطموح.
وإذا كان ذلك الرأي فيه شيء من الحقيقة، إلا أن أصحابه نسوا عدة أمور لا تخفى على أحد.
أولاً: إن الفوز على المنتخب الهندي، جاء في توقيته المناسب، ليعيد الثقة للاعبين وجهازهم الفني، بعد الحملة التي تعرضوا لها عقب مباراة الافتتاح.
ثانياً: إن ذلك الفوز ضرب به «الأبيض» عدة عصافير بحجر واحد، هزم الهند قاهر تايلاند برباعية، وتصدر المجموعة في جولتها الثانية، وبات على مشارف التأهل إلى الدور الثاني، إن لم يكن قد تأهل بالفعل!
ثالثاً: عودة القائد إسماعيل مطر، واستعادة علي مبخوت نغمة التهديف، وتسجيل خلفان مبارك هدفاً في مباراته الثانية في كأس آسيا، أليست كلها مكاسب أفرزها الفوز على المنتخب الهندي؟
رابعاً: هل من العدل أن نطالب من خرج لتوه من غرفة الإنعاش أن يشارك فوراً في سباق مائة متر؟
خامساً: كل التحية للمنتخب الهندي الذي نال احترام الجميع بأدائه القوي، فكانت له الكلمة العليا في معظم فترات المباراة، وهدد مرمى خالد عيسى في أكثر من مناسبة، مؤكداً أن فوزه العريض على تايلاند لم يكن من قبيل المصادفة.
وشخصياً أرى أنه إذا كان المنتخب قد استعاد ثقته في نفسه، فإننا كإعلاميين وجماهير نستشعر أن الأمور تتحسن، وأن تلك المرحلة من البطولة تهدف بالأساس لجمع أكبر عدد من النقاط، بغض النظر عن الأداء أو نسبة الاستحواذ، وأن المنتخب الفائز ببطولة «الفيلم الهندي»، قادر على تقديم ما هو أفضل في المباراة المقبلة.
×××
يستحق «نشامى» الأردن أن نرفع لهم القبعة بعد أن حجزوا أول مقعد في دور الـ16 بالعلامة الكاملة، وعلى حساب «الكنجارو» بطل آسيا والشقيق السوري، في تكرار لمشهد بطولة 2011 عندما تأهلوا إلى الدور الثاني عبر البوابة السورية، وقدم «النشامى» أمام سوريا أداءً هجومياً أفضل بكثير مما قدموه أمام أستراليا، حيث كانت القدرات الدفاعية وبراعة «الحوت» عامر شفيع سيدة الموقف، أما المنتخب السوري فلا يزال يمثل لغزاً كبيراً، حيث لم يسجل هدفاً واحداً حتى الآن، برغم قوته الهجومية بوجود «العمرين» خريبين والسومة، وبات الفريق أمام حتمية الفوز على بطل آسيا إذا ما أراد التأهل للدور الثاني.
وأثبت لقاء الأردن وسوريا أن «مقصلة المدربين» لن تتوقف، حيث أطاحت الجولة الثانية رأس شتانجه مدرب سوريا، بعد أن سبقتها الجولة الأولى، ووضعت نقطة في آخر السطر، لعلاقة المنتخب التايلاندي مع مدربه عقب «الزلزال» الهندي !