ما الذي يريده أي مشجع أو ناقد أو إعلامي أو حتى مواطن عادي من منتخب بلاده؟
يريده أن يعطيه الإحساس بالقوة والإمتاع والإقناع حتى لو خسر، فالمنتخب هو حالة وطنية بامتياز، وهو جامع لكل أطياف المجتمع، ولأن الإمتاع والإقناع والأداء هو الأساس، لهذا تجد الجماهير تغيب عن المدرجات في حالة عدم تقديم المنتخب للمستوى وليس في حالة الخسارة.
وما حدث مع «الأبيض»، قبل مشاركته في آمم آسيا بكثير، هو حالة من الشك، ليس في اللاعبين أو مهاراتهم، بل في طريقة لعبهم، وتحديداً في رؤية وفكر مدربهم الإيطالي زاكيروني الذي لا نختلف أبداً على سلامة نواياه، أو تاريخه الكبير، أو خبرته الأكبر من تاريخه، ولكن اختلفنا معه في الطريقة لا أكثر..
تلك الطريقة التي عمقت الشك أمام البحرين، ولكنها لم توقف الحلم، بأن القادم أفضل، ولم تمنع الغالبية من التفاؤل، بأن الأخطاء التي تحدثوا عنها مراراً وتكراراً وسقط بها المنتخب أمام البحرين يمكن تلافيها لاحقاً أمام الهند التي لم تعد الهند التي نعرفها كروياً.
وبالفعل أثبتت المواجهة الهندية أن المنافس عنيد وصلب، ولكنها أثبتت أيضاً أن الصبر، وعدم المبالغة في ردة الفعل تجاه مباراة الافتتاح، سيعطيان الثلاث نقاط، ولو أمام الهند «وليس كوريا أو اليابان أو إيران أو منتخب بهذه الأحجام التي سيلتقيها «الأبيض» لاحقاً في الدور الثاني».
فالمهم الآن هو التأهل، وبعد النقاط الأربع سيكون الأهم، هو صدارة المجموعة، وهو أمر أعتقد أنه مقدور عليه أمام تايلاند التي عرفت كيف تؤكل الكتف في مباراتها أمام البحرين، ونالت كل النقاط، برغم أنها لم تكن الأفضل طوال مجريات المباراة، بل كان البحريني هو الأكثر سيطرة وفرصاً، ولكن قانون كرة القدم سهل وبسيط وممتنع.. إن لم تُسجل فسيُسجل عليك، ومع هذا ما زلت أرى أن هناك فرصة سانحة للبحرين للتأهل في حالة فوزه على الهند، وبالتالي تصبح من المنتخبات أصحاب النقاط الأربع المؤهلة إلى الدور الثاني كأفضل ثوالث «في حالة بقيت ثالثة»، ففوز «الأبيض» على تايلاند، وفوزها على الهند، يعطيها الوصافة، حتى ولو دخلت مباراتها الأخيرة بنقطة يتيمة، حالها حال السوري أمام أستراليا، وفي كرة القدم قانون يعرفه الجميع، وهو «أنها تعطي من يعطيها»، بغض النظر عن التاريخ والجغرافيا والألقاب والأسماء والتوقعات المسبقة.