علينا أن نفتح أبواب الأمل ونعيد لمشاعرنا البهجة بالتعرف على ما خبأه الزمن في طياته، حتى لمع مثل الذهب في القلب والعين معا. علينا أن نضع ما تخيله الأجداد في البناء والتصميم نصب أعيننا ونعض عليه بالنواجذ، وأن نمعن في خلود الفكرة وروعة الهندسة التي قرأت الزمن بإمعان كي تبقى للأجيال شاهدة على الوهج وروعة البقاء وقصة الأيدي العاملة التي تركت لنا قصة لمعرفة وقراءة المنجز بسهولة ويسر. علينا أن نضع صورة «الحصن» في غرف أطفالنا، وفي ردهات المنازل وغرف الاستقبال كي تروي حكايات ليس كحكايات «ألف ليلة وليلة»، التي تحوي الكثير من الخيال، لكنها حكايات صنعها ابن الإمارات في الزمن الصعب، علينا أن نغني أذهان الصغار لتكون هذه الكنوز شاهدة على ما لاقاه الآباء كي نصل إلى ما نحن فيه الآن. علينا أن نكون قريبين من الذاكرة ودفء الماء في أحلامنا كي نرى الأنوار والفراشات التي أحبت الضوء وازدادت فرحا، علينا أن ندفع مشاعرنا للتعبير والدخول في أعماق اللهفة والمعرفة والأسئلة والجلوس طربين في البيوت، كما على الزائرين للحصن اقتناء ما يضيء الذاكرة. وترن في أذني منذ سنوات كلمات خالدة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه «من ليس له ماض ليس له حاضر»، وهي الكلمات التي أيقنت أهميتها بعد أن رأينا ذلك واقعا متحققا. وعلى مدار السنوات الماضية بذلت الدولة الكثير من الجهد لإلقاء مزيد من الضوء على كنوزنا الأثرية التي تحكي مسيرة الآباء، والتي حولت الحلم إلى حقيقة ونتوقع خلال السنوات القادمة أن تحتل مثل هذه الفعاليات مكانة متقدمة في فكر القيادة وكل المسؤولين في الوطن. وحسنا فعلت حكومتنا الرشيدة عندما أحيت الذاكرة بهذا الحصن الذي ضم كل أبناء الوطن خلال الأسبوع الماضي من خلال احتفالات كانت تعبيرا عن اعتزاز أبناء الإمارات بهذا الصرح. لقد تابع العالم احتفالاتنا التي تقدمها شيوخنا ضاربين المثل في الوفاء للماضي الجميل، مستبشرين بمستقبل أكثر ازدهارا، وحاضر تتحدث عنه الإنجازات، لقد باتت أبوظبي وأخواتها خلال السنوات الماضية محط أنظار العالم بفعالياتها التي أبهرت القريب والبعيد، بتنا موطن المهرجانات العالمية المتخصصة، سواء في مجالات السينما أو المسرح أو الشعر، وباتت أبوظبي تحديدا موطنا للمبدعين والمتميزين في العديد من المجالات. إن الحديث اليوم عن الحصن لا ينقطع عن حديث متصل عن الماضي والمستقبل فقد استطاعت قياداتنا أن تربط حلقات التاريخ بخيط من التميز أبهر العالم وحفر للإمارات اسما في قائمة العظماء. إن المتابع للفعاليات التي تشهدها الإمارات يوميا يدرك إلى أي مدى باتت بلادنا في بؤرة الأحداث، فقد تحولت الإمارات إلى قبلة للمبدعين والمفكرين من شتى أصقاع المعمورة.