ظننت أن التواريخ المميزة ذهبت مع العام الماضي، وأن هذا العام لا يحمل أي تاريخ مميز وخصوصا أن الكل لا يستبشر بالرقم 13، بالأمس كان تاريخاً مميزاً ويوماً مميزاً أشرقت فيه الشمس، ولكن قلة هم من أدركوا هذا اليوم؛ فقد استودعنا أمانينا في العام الماضي وانتظرنا مرور الأيام هذه السنة.
معظمنا يتفاءل بأرقام معينة على حساب أرقام، ويربط مصيره بهذا الرقم أوذاك الحرف المهم أن يبرمج حياته على آلية معينة، عملية قريبة من فك رموز الفلك وقراءة برجك اليوم أوفنجانك في الغد، هي معتقدات ترسم أهداف البعض وأقدارهم، وأحيانا تكون وسيلة للحكم على الآخرين وتصنيفهم؛ أنت مولود بيوم 13 أنت غير محظوظ "فهذا الرقم مشؤوم!" وصاحب ذلك البرج مذموم!
تقول إحداهن " إنا لا أحب أن أصادق برج العقرب، رغم أني أنتمي لهذا البرج!" غريبة هي تركيبة البشر، كيف أننا نلغي الإنسان بكل معانيه وكل خلفياته، ونكتفي بأن نحكم عليه وفق قواعد نحن وضعناها وقد ننتمي إليها ولكن لا نراها إلا على الآخرين.
"الجو غائم، لا أستبشر خيرا هذا نذير شؤم"! "نسيت محفظتي في المنزل اليوم من أوله (نكد)"، "انكسرت ساعتي (عين صابتني ما صلت على النبي)"! "رسبت في الاختبار يوم الامتحان كان نحسا"، كل الأشياء والأخطاء تتحملها الأيام والأجواء والأفراد من حولنا وليس نحن. لقد رتب البعض حياته على أن الأشياء من حوله هي التي تسير أمور يومه وتفاصيلها فهو مسير وليس مخيرا، الطبيعة وأجوائها، والتواريخ والأيام وعيون الأفراد الشاخصة كل ذلك يلعب دورا مهما في نجاحه وفشله!
هواجس النفس البشرية كثيرة بعضها يتجاوز المنطق وبعضها يقف عند حدود الثرثرة ومجرد التفسير والتخمين. أما البعض فيرفض رؤية الحياة بتفاصيلها الجميلة.
يظل 3-3-2013 يوماً جميلاً في شهر جميل وعام أجمل يحمل الأمل لمن أراد والتميز والإشراق، فالشمس كانت مشرقة فيه والحياة تنبض، لا يحمل النحس ولا الشؤم إلا لمن لا يعرف قيمة ونعمة الحياة. فنحن من يقرر إن كان هذا الرقم جميلا أم لا، نحن من يحدد مقدار النور الذي ندخله في حياتنا نحن فقط من يستطيع أن يرسم اللوحات ويضع الألوان من حوله. دائما ما كان الإنسان هو محور الكون بكل ما فيه فلماذا يتوارى خلف الرموز التي حوله.


ameena.awadh@admedia.ae