- «كانت عندي حساسية شبه مزمنة في الصبح يوم انش من الرقاد، هما مخباطان أرجّ بهما المكان، وأزَيّغ الفريخات في رقادهم، خاصة وأني من جيل قراء الصحف الورقية صباحاً، لكن من هبّت كورونا، قسماً من الروعة انقطعت الحساسية.. وأحاول أتذكر الآن متى آخر مرة عطست، معقول مع كوفيد.. الحال فل الفل»!
- «لقد هرمنا في الحجر، الواحد يشعر مع اللبؤة الغضوب دوماً في ذاك العرين مثل المقيد في حطبة، وإذا تحرك يريد أن يطلق رجليه، عياله يسيرون وراءه يتبعونه، مثل أسد السيرك الهرم، لا ظل شجرة عاجبه، ولا فريسة تجيب خاطره، ولا عنده شغل غير التثاؤب المتكرر خوف الخرف».
- «بعض الناس لو الشور شورهم، كان يَدّرَوّا على عمارهم بجدار صَبّ كنكريت، ليلبثوا في حجرهم سنين عددا، قالوا: اعتدلوا واعتزلوا، ما قالوا: طمّوا عماركم، ولا تشفون شمس ربكم»!
- «من وهَيّة الحجر المنزلي، نقوم نتشهى لو شبعانين، مثلاً العصر يطرأ علينا خبز وقّافي مع حلواه عمانية حارة، قوطي عَنَصّ، برميت أبوظبي، تقولون هذا بداية تداعيات شهر العسل الإجباري مع المبروكة أم العيال أو هي زلاعة الحجر الصحي ووحامه»!
- «نخاف عقب شهرين من الحجز والحجر يرخصون لنا بالسفر، ويتعافى العالم، ونلقى ذيك البناطلين والقمصان اللي مازّرَه الكَبَتّ ضيقة ما نروم ندخل فيها، تقول كأنا كنا مفصلينها لولد أبو سباطعشر، ورغم ذلك اعتقد ليست بالعائق، سنسافر على طريقة أهل مليبار بوزار فَتَنّي ومْقَصّر ونعال أم سير، وإذا ما في طيّارات حتى لو في «لَنْجّ» خشب، تقول شالين نهام وياهم في رحلتهم».
- بتخبركم.. ليش الأكل ما عاد شهي مثل الأول، الحين ونحن ماكثين في البيت، ولا عندنا شغلة غير الجناز، نشوف الطبخ تغير، حتى الخبز الفرنسي اللي نتعنى له ونجييه من مخبزه المحترم، اختلف علينا، أخاف أن الطبابيخ الحين يطبخون عن بُعد، يكون «الشيف» مبسط ومنبسط مع الحاجة، وينقّل معاونه المقادير عن بُعد، وهذاك يهيل ولا يكيل، لأنه مش معقول، كل شيء ما صار له طعم في الفم»!
- «الحين.. ما أحد يتصل يسألك عن الأحوال والأخبار، الجميع يدور حول رسن أخبار كورونا المنقولة على هواتفنا مباشرة، والواحد حاله من حال الجميع، نفس البرنامج، نفس الأمور المنزلية، ما في مناظر جديدة يمكن تصفها للآخر، الصالة، غرفة النوم، غرف الأطفال، والعودة من جديد لصالة التلفزيون، ما في دهشة، فقط اضطر الكثير للكذب والتلفيق وخلق أجواء غرائبية.. ربما لتغيير الجو، والبحث عن الدهشة الغائبة».