التواصل من المبادئ التي أرست القيادة دعائهما في بناء صرح دولة الإمارات الكبير الذي بات اليوم ينافس أعرق الأمم، فسياسة الأبواب المفتوحة، واللقاء المباشر والمستمر بين القيادة والشعب، نهج تسير عليه قيادتنا الحكيمة، وبفضله، نعيش في هذا الرخاء، والأمن والأمان، والاستقرار، ورغد العيش، واللحمة، والتقارب، الذي بات نموذجاً يحتذى، بل تحسدنا عليه الشعوب والأمم، وإذا كان هناك من القادة من يسفك دماء شعبه، فإن قيادتنا وشيوخنا يتبرعون بدمائهم لأبناء شعبهم، وإذا كانت هناك شعوب تدفع أرواح ابنائها ثمناً لنيل حقوقها، فإن قيادتنا ولله الحمد، هي من تذهب إلى المواطن لتلبي احتياجاته، وتسأل عن أحواله، وتناقش همومه وقضاياه، وإذا كانت الشعوب تخرج في اعتصامات ومسيرات تندد بقادتها وتطالب برحيلهم، فإن أبناء الإمارات يتغنون، ويبتهلون فرحاً وغبطة برؤية قادتهم وشيوخهم حفظهم الله، نعم هذه هي الإمارات وهذا هو نهج شيوخ الإمارات، فهؤلاء من تربوا على أخلاق الوالد زايد، وساروا على نهجه، والطريق المنير الذي مهده للجميع، ليعيش أبناء الوطن في رخاء وأمان واستقرار، وتعلو راية الوطن خفاقة عالية، نتباهى بها بين الأمم.
نهج التواصل، فلسفة النجاح كشف عنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله إن نجاح القائد لا يتحقق من وراء الجدران، وهو جالس في مكتبه، أو مجلسه، دون أن يتواصل مع الناس، من خلال قنوات التواصل التي باتت متوافرة بتقنيات عالية وفي متناول يد غالبية شرائح المجتمع في الداخل والخارج. مؤكداً أن موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وقناته الخاصة على «يوتيوب»، حققا أرقاماً قياسية في أعداد المتواصلين معه، وأن هذه المواقع الإلكترونية والتقنية الحديثة للتواصل الاجتماعي بينه وأفراد المجتمع والخارج هي من أسرع وأقرب وسائل الاتصال والتواصل والتعرف عن قرب على آراء الناس وأفكارهم ومنطلقاتهم وتطلعاتهم.
كما أكدت فلسفة النجاح، جولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي قام بها خلال الأيام الماضية في الإمارات، وفتح مجلسه في الذيد أمام أبناء وبنات الوطن للتعرف على احتياجاتهم ومناقشة همومهم وقضاياهم والاطمئنان على أحوالهم، ناهيك عن الزيارات التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد بين فينة وأخرى للمواطنين في منازلهم، وتلبية لدعواتهم، هذه النماذج والصور هي ترجمة حقيقية لحالة اللحمة والتقارب والحب بين القيادة والشعب.
ومن الواجب علينا أن نتعلم من هذه الدروس الرسائل التي توجهها القيادة، بأهمية التواصل والنقاش والحوار والاستماع للآراء كافة، وأن سياسة الأبواب المفتوحة هي الوسيلة الأقصر، بل هي وسيلة وطريق النجاح الذي تعتمد عليه قيادتنا، فالأبواب مشرعة والقلوب مفتوحة تتسع للجميع بكل مطالبهم وآرائهم واحتياجاتهم، وكذلك يجب ان تكون كل وزاراتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية، التي يجب ان تكون، وقياداتها نموذجاً في التواصل، والحوار، فلم يعد اليوم مكان لسياسة الأبواب المغلقة.


m.eisa@alittihad.ae