وسط الظروف الاستثنائية التي نعيشها ويعيشها العالم اليوم، جراء جائحة «كورونا»، تبرز دروس وعبر، ومحطات من حياتنا لم نكن لنتوقف أمامها في الظروف العادية، ونعتبرها من البدهيات والأساسيات.
في مقدمة ذلك، وفرة الإمكانيات والموارد من غذاء ودواء، واستعدادات متكاملة على مختلف الصعد، وفي المجالات والميادين كافة.
قبل أيام، تداول الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً يعود لمراحل مبكرة من قيام الدولة، يتحدث فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، عن خبراء أجانب، قالوا له إن أرض الإمارات لا تصلح لأي نوع من أنواع الزراعة، ونصحوه بألا يهدر الوقت في هذا الأمر، بسبب الطقس والتربة وندرة المياه، فلم يلتفت لهم، بل وشكرهم على جهدهم، ليمضي في مشروعه ورؤيته، التي أثمرت اليوم ما نراه في أسواقنا من منتجات زراعية من خضر وفواكه، تغطي قرابة نصف احتياجات السوق المحلية، معززة الأمن الغذائي الذي أولته الدولة اهتماماً خاصاً ومتابعة شاملة، وكلّفت وزيرة في الحكومة الاتحادية لمتابعة الملف الاستراتيجي.
مضى المؤسس «طيب الله ثراه» في مشروعه، مستعيناً بالله، ومتسلحاً بإرادته وتصميمه وبسواعد الرجال من أبناء الوطن الغالي، وكنا نتابع جولاته الميدانية من «محاضر ليوا» وحتى مزارع الذيد، وكان يشارك بنفسه في الزراعة، ويوجه من حوله بشأن كيفية الاعتناء بالأشجار، وهو صاحب المقولة التاريخية الشهيرة «أعطني زراعة أعطك حضارة».
يذكر التاريخ العناية الفائقة، التي أولاها الشيخ زايد «رحمه الله» للأفلاج في العين، خلال تلك الحقبة من مراحل تسلمه للمسؤولية، انطلاقاً من قناعة الرجل بأن الماء شريان الحياة، وحيثما وجد وجدت الزراعة والاستقرار والتنمية والبناء.
وعلى تلك الرؤية والمسار والمنهاج، مضت قيادتنا الرشيدة بتوفير كل صور الدعم والمساندة لأصحاب المزارع، الذين غمرتهم بتسهيلات غير مسبوقة، من خلال الهيئات والجهات المعنية بالقطاع الزراعي، حتى وجدت منتجاته اليوم بهذه الوفرة في أسواقنا.
جهود متكاملة تعمل على استمرارية هذا العطاء والخير، مما تخرجه أرضنا الطيبة، ورعاية شاملة تتابع من خلال الهيئات المختصة، وفي مقدمتها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ووزارة التغير المناخي والبيئة.
وعندما تجد على أرفف المراكز التجارية شيئاً من «خير بلادنا»، تقبل عليه الأيادي وهي تستذكر بحب رؤية «زايد الخير»، حفظ الله الإمارات.