- «عادي تشوف «واير» كهربائياً ظاهراً في الجدار أو خارجاً من «طابلون» السيارة أو متدلياً بجانب مصباح الإضاءة بإهمال واضح، بعد ما اشتغلوا عليه أربعة أشخاص لساعات، وهم يثرثرون، ويتجادلون، ويتبادلون الرأي بهز الرؤوس دليل الموافقة، واستصواب رأي الآخر، غير معترفين بشغل أحسنتوا»!
- «عادي أن تكون نازلاً في المصعد، ويتوقف بك فجأة، لأن واحداً ضارب على زرّي الصعود والنزول في آنٍ واحد، وحين يفتح باب المصعد يبادرك بالسؤال، نازل أو طالع، فتتعجب من الذكاء الاصطناعي، لكنك تضطر أن تجاوبه رغم سذاجة السؤال: لا نازل، فيكتفي بهز الرأس حتى يقفل باب المصعد، وبعد ثانية يفتح باب المصعد من جديد لتتفاجأ بنفس السحنة مصّطَنّة أمامك، وهو يبتسم، ويهز رأسه، ويقول: سوري.. سير، كوونغ آب أور داوون»!
- «عادي أن تطلب طلباً في المطعم، فتعتقد أن النادل حفظ طلبك، لكثرة تجربته ومراسه مع الزبائن، ولهزه رأسه على الدوام، وذهابه دون أن تكمل جملتك المفيدة، ويأتي بعده بدقائق نادل آخر، ويطلب منك أن تطلب، فتطلب للمرة الثانية الطلب نفسه، فيهز رأسه ويذهب بعجل، وتظل تنتظر حتى يشفق عليك رئيس الخدم، فيأتيك ويقول لك: ما هو طلبك أيها السيد.. نحن بخدمتك»!
- «عادي أن تكون صافاً في طابور طويل من الناس من أجل ملء صحنك من «البوفيه» الذي تكرهه، كأي يتيم حاملاً مَلّة بتكاسل ثقيل، ويخشى الطرد من أي أحد، تظل تكشف عن تلك المواعين اللامعة، وما يسبح فيها، والتي ظلت تُسَخنّ كلما بردت، ويفاجئك كما يفاجئ السياح الأجانب واحد من الجهة المعاكسة حاملاً صحناً يشبه مخدة منفوشة من كثرة الاستعمال، وعدم التغيير، ويشعى ذاك الصف المنتظم الجائع، حتى يكادوا أن يلتهموه بعيونهم، وهو ماش على سبحانيته، مبتسماً للجميع مع هزة وتقليب في الرأس دونما أي وجع»!
- «عادي أن تكون قد حملت حقائبك، ونقلتها في ممر الفندق، بعد ما صعدت بها، وحين تصل باب غرفتك، يظهر لك واحد فجأة من تحت الباب، ويقول لك: «كان آي هلب يو سير» مع هزة رأس كلها رجاء، وطلب»!
- «عادي أن يكون الموضوع أي موضوع ماشياً، وسهلاً، ومنتهياً، ويدخل عليك واحد فجأة من جهة الخاصرة، ويظل يسأل عن الموضوع رغم أنه لا يخصه كثيراً، عارضاً تقديم المساعدة، فيعقّد الموضوع، وتتسكر في وجهك، وينشب الموضوع بين المكاتب، فتلتفت لتبحث عن ذلك الشخص الذي كان يهز لك رأسه بالموافقة، رغم عدم موافقتك المبدئية، لا له، ولا لهزة رأسه المجانية»!