أخيراً وبعد أيام سينتهي شهر فبراير، فهو فضلاً عن كونه 29 يوماً على غير عادته كل عام، فقد شعرت بأنه شهر أطول عن بقية الأشهر، لأننا في سنة كبيسة، كل شيء فيها مختلف على ما يبدو، والله يستر، فلا نزال في بداية العام. عندنا محلياً وجبة غذائية شهية، نسميها المكبوس أو الكبسة، وهي من الأكلات المفضلة لدي، حتى أني شعرت بالجوع وأنا أكتب هذا المقال، وخشيت أن يكون للمكبوس علاقة بالسنة الكبيسة، ولذلك بحثت في قواميس اللغة عن أصل التسمية. يقول "القاموس المحيط": كبس البئر والنهر يكبسهما: طمهما بالتراب. وكل طم هو زيادة على الشيء، والسنة الكبيسة هي التي يزاد يوم على أيامها، أو بلغة القواميس العربية القديمة: السنة الكبيسة هي "السنة التي يُسترَق لها يوم وذلك في كل أربع سنين". ويقول لنا صاحب قاموس "لسان العرب" إن أصل التسمية بالعربية جاء من بلاد الشام، التي كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية، حيث يقول: "وعام الكبيس في حساب أهل الشام عن أهل الروم: في كل أربع سنين يزيدون في شهر فبراير يوماً فيجعلونه 29 يوماً، وفي ثلاث سنين يعدونه 28 يوماً، يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكبيس". أما علماء الفلك فهم يعطون تفسيراً للسنة الكبيسة، بأن الأرض تقطع 940 مليون كم سنوياً في دورانها حول الشمس، وعلى الرغم من أنها تدور بسرعة 107.000 كم في الساعة، فإنها تحتاج إلى 365,24 يوم لقطع هذه المسافة، لكن عدد أيام السنة العادية يبلغ 365 يوماً، أما الـ 0,24 يوم فتتجمع كل أربع سنوات لتساوي يوماً كاملاً. لذلك تكون بعد كل أربع سنوات سنة "كبيسة" ويكون مجموع عدد أيامها 366 يوماً، كما هو الحال في سنة 2012. أما الاستثناءات فيتم تعويضها في منعطفات القرون، أي مع نهاية قرن وبداية قرن جديد، لأن مجموع 0,24 مضروباً بأربعة في منعطفات القرون، لا يساوي يوماً كاملاً، وإنما أقل من يوم. وشخصياً لا أجيد الحساب ولا أحبه، بل إنه يسبب لي صداعاً حاداً، وكذلك الأرض، فتلك الحسابات والتسميات لا تعني الأرض بشيء، فهي مستمرة في الدوران حول نفسها وحول الشمس عكس عقارب الساعة. وفي بداية يناير تبلغ الأرض أقرب مسافة لها من الشمس "147,1" مليون كم، وفي بداية يوليو تبلغ أبعد نقطة عن الشمس "152,1" مليون كم. وحين تكون الأرض قريبة من الشمس تزداد سرعتها وتصل إلى 30,3 كم في الثانية، أما حين تبتعد عن الشمس، فتبلغ سرعتها 29,3 كم في الثانية. bewaice@gmail.com