أم الترائب يوحدها التراب بالعقل، وعلى هديه تسير باتزان بأشجان اليافعات المخضبات بحناء الرزانة، بنت حواء التي كانت وما زالت الحصن الحصين، والحضن الأمين، على رمق وألق، هي أخت الرجال الكاعبة، الناصعة، اليافعة، من دمعها تتطهر الأفئدة، وعلى صوت غنائها تغط العيون قريرة مستقرة آمنة مطمئنة. ولكن عندما تفكر بنت الأرض، نسل الأماجد في الخروج عن وشم الجبلة الأولى فإنها تقاوم السجية وتحاصر الفطرة باحتمالات التغير والتدهور والسير في الاتجاه المعاكس لما حباها الله به من نعيم الأنوثة وجزالة النعومة، وفضيلة التكوين. أم الترائب عندما فكرت أن تستدعي الافتراء على ما شاء الله أن خلقه، فإنها جلبت إلى روحها الزيف والحيف، ورعاف التزلف. بعض النساء يبالغن في التزين ويتمادين في تحين الفرص لتغيير أشكالهن وألوانهن مع ما يسببه ذلك التصنع من ويلات وأزمات، وأشد ما يحيق بها هو هذا الجبل الصناعي الذي تتسلقه المرأة لكي تبدو أكثر رشاقة وأناقة، ولا تدري أن تراكم الجبال تحت القدمين يسبب أعتى الأمراض النفسية ألا وهو مرض الشيزوفرينيا. ويقول طبيب سويدي إن النساء اللواتي يستخدمن الكعب العالي معرضات أكثر من سواهن للإصابة بمرض الجنون لما يسببه الكعب العالي من ضغط شديد الوطأة على مشط القدم فيصيب المرأة بالتوتر الشديد في قدميها معاً، ما يجعلها تسير بصورة غير صحيحة فتمنع المستقبلات العصبية في عضلات القدم من إطلاق مركب الدوبامين المهم لسلامة العقل، مما يؤدي في النهاية إلى إصابتها بالجنون. في التغيرات الكبرى أصبح الإنسان فريسة الهلع إلى الركض خلف متغيرات جسمية ونفسية، يعجز عن مواكبتها الجسم والعقل ما يجعل الاختلال طريقاً يقبع فيه الإنسان دون إرادة مقاومة على التحرر من وزره. فقبل أيام أعلن في بريطانيا عن إصابة آلاف النساء بأمراض سرطان الثدي نتيجة لاستخدام سيليكون تصليب الصدر، وقد أعلنت السلطات الطبية عن خطورة هذا النوع من المواد التي اكتشفت مؤخراً أنها لا تصلح للاستخدام البشري وأنها مغشوشة، روجها تجار ومافيا اقتصادية رهيبة. وقبل ذلك تم اكتشاف أنواع من مساحيق التجميل غير الصحية، وقد أدت هذه المساحيق إلى إصابة الكثير من النساء بسرطان الجلد. ولكن ورغم الرقابة العالمية على مثل هذه التخرصات الصناعية، إلا أن الشركات التجارية لن تتوقف عن نثر غبارها على أجساد النساء لأنها شركات لا تصبو إلى غير الربح السريع، وما لم تع النساء مدى خطورة مثل هذه الوسائل التجميلية، فإن الخطر لن يتوقف وأن الخسائر البشرية ستتفاقم وسوف يزدحم العالم بأخبار الغش ومقابلة المزيد من الآهات والأنات وصيحات الاستغاثة التي لا تشفع ولا تنفع بعد فوات الأوان. ففي بريطانيا وبعض دول أوروبا وأميركا اللاتينية تم سحب مادة السيليكون المغشوش، ولكن بعد خراب مالطا، وبعد أن أكل السيل القصب وعاث الجراد في العنب.. نقول يا نساء العالم اتحدن أو امتنعن عن الانبهار بهذا الانتشار الفظيع لأمراض العصر.


marafea@emi.ae