يستحق فيروس كورونا لقب «اللهو الخفي» عن جدارة، حيث لا يُرى بالعين المجردة، فأصاب العالم بالذعر والهلع، بعد أن انتقل من الآنسة «وي» أول صينية تصاب بهذا الفيروس اللعين يوم 11 ديسمبر الماضي، عندما كانت تبيع الجمبري والمأكولات البحرية في سوق مدينة ووهان، ورفضت العلاج في البداية، فانتقل منها الفيروس إلى 24 شخصاً تعاملوا معها، وهو ما اكتشفه الدكتور «لي»، ولم تصدقه السلطات الصينية، ومات بالفيروس في نهاية المطاف.
وبالرغم من الحالة التي فرضها ذلك الفيروس، إلا أنه أفرز العديد من الإيجابيات، ومن بينها أن العالم توحد لأول مرة، من أجل مواجهة ذلك الخطر الداهم، فضلاً عن تغيير العادات الصحية السيئة، وكذلك عودة العلاقات الأسرية إلى سابق عهدها، بعد أن باعدت مشاغل الحياة ووسائل التواصل الاجتماعي ما بين أفراد الأسرة الواحدة، ناهيك عن المبادرات الإنسانية، التي كان من بين أبطالها نجوم الرياضة، الذين قاموا بدورهم في التوعية والدعم المادي للأسر التي تضررت جراء ذلك الفيروس الملعون، وموافقة العديد من اللاعبين والمدربين على تخفيض رواتبهم، مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه أنديتهم حالياً.
وكان من تداعيات الفيروس، تأجيل أولمبياد طوكيو إلى العام المقبل، لتكون المرة الأولى في تاريخ الأولمبياد التي يقام فيها في سنة فردية، بعد أن جرت العادة أن يقام الأولمبياد كل أربع سنوات في سنة زوجية، وسيكون ذلك التأجيل مبرراً منطقياً لاستكمال المسابقات المحلية في كل أنحاء العالم، وكذلك استكمال المسابقات القارية على مستوى الأندية، مع تأجيل الميركاتو الصيفي.
×××
مع كثرة اللحظات المؤثرة في «المشهد الفيروسي» توقفتُ عند ثلاث لحظات:
الأولى: مشهد العالم كله وهو يحتفي بالأطباء وأطقم التمريض (خط الدفاع الأول) بكل عبارات الامتنان، تقديراً لتعرضهم للخطر وهم يقاومون الفيروس من أجل إنقاذ البشرية.
الثانية: تتعلق باللحظة الأولى عندما بكى يورجن كلوب مدرب ليفربول، وهو يتابع الأطباء والممرضين، وهم يشدون من أزر المرضى بالهتاف (لن تمشي وحدك)، وهو نفس الهتاف الشهير لجماهير فريق ليفربول.
الثالثة: إعلان الرئيس الإيطالي بأنه آن الأوان لأن تضحي إيطاليا من أجل أن يعيش شعبها، الذي لطالما ضحى من أجل أن تعيش إيطاليا، حتى لو أدى ذلك إلى إفلاس البلاد اقتصادياً.