في 29 يناير الماضي، أعلنت الإمارات عن اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا المستجد. مضى شهران تماماً، والأرقام أكثر قليلاً من 400 إصابة، ولم تقع بلادنا في التصاعد التسلسلي المرعب الذي اتسم به «كوفيد 19» في العالم. فماذا حدث لدينا؟
أولاً: معظم حالات الإصابة جرى اكتشافها في الحجر الصحي لرعايا دول في الإمارات، وتمت مساندتهم وهذه مهمة إنسانية لم نتأخر عنها، وتعاملنا معها بكل احتراف ومسؤولية، ما ساهم بفعالية في إضعاف سلسلة الانتشار.
ثانياً: نحن الدولة الأولى عالمياً في نسبة الفحوصات المخبرية للفيروس مقارنة بعدد السكان، وقد بدأنا بذلك، قبل أن تتصاعد أرقام الإصابات والضحايا في العالم، ولا نزال نواصل هذا الإجراء.
ثالثاً: نجحنا منذ مطلع العام في بناء إدارة متطورة للتعامل مع الأزمة، ترتكز إلى نظام صحي قوي، وإلى فرق طبية محترفة، وإلى «جيش إنساني» قوامه المجتمع الإماراتي، بمواطنيه ومقيميه.
رابعاً: كل تدابير الطوارئ المتخذة، بتوجيه وإشراف ومتابعة قيادتنا في الميدان، تلقت دعماً اجتماعياً بالامتثال للتعليمات الصحية، وأهمها التباعد، لمزيد من الرقابة والتعامل مع التصاعد المحتمل للإصابات، إلى أن وصلنا إلى تعقيم شوارعنا ومرافقنا.
خامساً: سخرنا اقتصادنا الوطني، بإمكاناته ومؤسساته، لاحتواء الأضرار الجانبية للكارثة العالمية. هناك مشاهد للتدافع والفوضى في مراكز التسوق في دول عدة من العالم المتقدم، لم تحدث في بلادنا.
سادساً: خاضت قطاعات الدولة اختباراً نادراً في إدارة الأزمة اتحادياً، وبفضلها لم نقلق من نقص المواد الطبية، ولا السلع الضرورية، وجرى ضبط أداء الأسواق، منعاً لأي استغلال للمحنة.
شهران تماماً، ونحن ما زلنا نتحدث في حدود 400 إصابة منذ أواخر يناير، والخطة الوطنية للمواجهة والاحتواء تسير وفقاً للتطورات والمستجدات، وقد تدرجنا بهدوء وحزم في مراحل التصدي للفيروس، ولنتذكر أنّ هذه المعركة يحكمها المجهول الآن، فكلما واصلنا ما بدأناه بمواظبة وحرص وصبر، مر يوم لصالحنا. اللهم لك الحمد.