- إيطاليا التي لا تستحق، وبالتأكيد لا تستحق، لأنها مهد حضارات، وتتابع منارات، وتاريخ ابتكارات منذ القديم وحتى وقتنا الراهن، قد تكون فيها حالات كثيرة، وبشكل يومي متسارع، قد يكون هناك ضغط على الكوادر الطبية، لا نقص أو نقيصة فيها، قد يكون هناك بعض الارتباك الأولي، لكن إيطاليا تظل إيطاليا، لا يمكن أن ننتقصها أو نقلل من شأنها، وأنها غدت عاجزة، تنتظر العون من الخارج بعد ما أفلس الداخل، وأنهم يضحون بكبار السن المصابين مقابل أن يعيش الأصغر، إيطاليا ليست دولة صغيرة، بل هي دولة مؤسسات، وحقوق مدنية، وحريات، وديمقراطية، لا يمكن أن تكون الجثث مكدسة في حاويات أو سيارات نقل للدفن الجماعي، لا يمكن أن تقام شعائر دينية مغايرة في معقل الفاتيكان، أنهم الشريرون، وما يفعلون من شر لدرجة الجور، هم أكثر من قتلة لما يقومون به من أدوار مضللة، لما هذا التشفي؟ بإنتاج فيديوهات غير مسؤولة، وبثها على الناس من خلال «الإنترنت»، لما نزيد أمور إيطاليا تعقيداً وتشويهاً؟ لمصلحة من يعمل كل هؤلاء الأشرار؟ فإذا كانت «المافيا» ضخت سيولة، وقالت: إيطاليا لن تستسلم، ولن نسمح بهزيمتها! وابن بار من أبنائها «جورجيو آرماني» يقول: سأدفع كل ثروتي، ولن تركع إيطاليا! والإيطاليون يناضلون، ويعرفون معنى النضال، ولن يستوردونه من الخارج.
- رهان الإمارات على تجربة «التعليم عن بُعد» كسبته، وتقدمت خطوة إلى الأمام، وتفاعل الجميع معه رغم صعوبة التجربة الأولى، لكنها تسجل للإمارات، لكن ما نريده هو فائدة تجربة «التعليم عن بُعد» بعد «كورونا»، لا بد من إعادة تفعيله بين الحين والآخر، مثله مثل «العمل عن بُعد»، لا بد من التدريب عليهما، ولو لأيام، وفي بعض المؤسسات، وفي أوقات متباعدة، لكي تظل عجلة هذا العمل والتعليم العصري الجديد مرنة ولا تصدأ بفعل التقادم والإهمال، وانتفاء الحالة.
- ما بال كثرة المفتين في زمن الـ«كورونا»، لقد تكاثروا مثل فيروس كورونا، وانتشروا أسرع منه، الكل يفتي، ويدخل الدين في هذا البلاء، ويعده ابتلاء، والكل يصف الدواء لهذا الفيروس الذي أعجز المعامل والمخابر البيولوجية، بشعوذات وأفلام مركبة، يا ليتهم فقط يتدبرون، ويتفكرون بما فعله أطباء «كوبا» الذين توزعوا على الدول المنكوبة، ليعرفوا الناس الهَمَل كيف هو العمل؟ في عالمنا المريض، الطباخ ينعت أكلاً شافياً، ومهرج الـ «سوشيال ميديا» يصف الداء، ويعدد الدواء، صاحبة محل بيع العبيّ، تبتدع عباءة بكمامتها وقفازاتها منها وفيها للوقاية من فيروس «كورونا»، دجال عطّار، يسوق أعشاب لا تضر ولا تنفع، ويزكيها على أنها تساعد على تقوية المناعة، ومحاربة «كورونا»، هؤلاء المدعون، واللاعبون على أوتار جهل الناس، لو فقط يقطعون عنهم «الإنترنت» لمدة أسبوع، أعتقد جازماً أنهم سيكونون أول ضحايا «كورونا».