في منطقة حيوية للعالم كمنطقتنا تغلي كالبركان بما تشهد من مواجهات وتوترات وتصعيد، يبرز صوت الإمارات، صوت الحكمة والعقل والاعتدال، داعياً لخفض التصعيد وانتهاج مسار سياسي يدفع ويقود للاستقرار، وهو ما عبر عنه معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وجاء بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي ليؤكد «أن التطورات الإقليمية الأخيرة لن تؤثر على الدولة أو مواطنيها أو المقيمين على أراضيها أو الزائرين إليها، وأن كافة الأنشطة في البلاد، وفي جميع القطاعات مستمرة وتسير بشكل اعتيادي»، وليعبر عن حكمة الإمارات في أحلك الظروف التي مرت بها المنطقة، لأن التركيز دائماً على الانشغال بالتنمية وتوطيد الاستقرار وتحقيق الرخاء والازدهار والعيش الكريم لمواطنيها ولمن يقيمون فيها، ومد جسور التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية لمصلحة الشعوب، ما أتاح لها المكانة الإقليمية والدولية الرفيعة والإسهام الملموس في برامج التنمية، وتعزيز الأمن والسلم العالمي لأجل خير البشرية جمعاء.
نهج رصين حكيم ورؤية ثاقبة حدد خطوطها ووضع مساراتها ومعالمها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حكيم العرب الذي تظل رؤيته وتجربته في بناء العلاقات الإقليمية والدولية نبع إلهام للجميع، وهو الباني الذي رسخ الأسس المتينة للدولة في زمن مضطرب ووسط ظروف دقيقة للغاية.
منطقتنا في أمس الحاجة للهدوء، وخفض التصعيد والابتعاد عن لغة التهديد والوعيد واللجوء للقوة أو التهديد باستخدامها وكذلك الابتعاد عن الإصرار على تصدير الشعارات والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، واحترام سيادة الدول وحدودها وخيارات شعوبها. بعيدا عن مخططات المغامرين وتجار الشعارات الفاشلين ممن يريدون درء الأنظار عن خيباتهم المدوية بإشغال الأزمات وافتعال المواجهات. الفشل الذي بات جلياً في كثير من المناطق وعبر عن مظاهره ما يجري في مجتمعات غير بعيدة عنا، وتعاني تردي الأوضاع فيها جراء تلك المغامرات والشعارات وسياسات الهروب إلى الأمام.
كنا نتمنى أن يستقبلوا العام الجديد على الطريقة الإماراتية فخر واعتزاز بمنجزات عام مضى، وتفاؤل بأن القادم أجمل بالاستعداد للخمسين القادمة واستعدادات إطلاق «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ وما سيحمل من خير للبشرية واعتماد الهوية المرئية الجديدة للإمارات، «الخطوط السبعة» رمز طموحنا و«اللامستحيل»، فهنيئاً لنا كل ما تحقق وسيتحقق بحكمة زايد، وعلى يد «عيال زايد».