خلال أسبوع واحد نجح قراصنة المعلوماتية في اختراق بيانات قرابة خمسين مليون شخص من المتعاملين بالبطاقات الائتمانية في الولايات المتحدة الأميركية· كلف هذا الاختراق البنوك والعملاء على حد سواء خسائر جمة، وحرصت الشركات المصدرة لهذه البطاقات على طمأنتنا بأن هذا الاختراق لم يمتد للساحة المحلية وبالتالي لم يؤثر على حاملي البطاقات في الامارات بعد أن تعددت وتشعبت استخداماتها على نطاق واسع بين مختلف شرائح المجتمع،لا سيما وأن 'كرم' المصارف في إغراق عملائها بهذه' التسهيلات' لم يبق أو يذر·
ورغم أن تلك التطمينات اقتصرت على الشركات المصدرة، فإن البنوك وحتى 'أبو المصارف' ونعني المصرف المركزي اكتفوا بالصمت لأنهم على ثقة على ما يبدو بأن'شبكاتهم' عصية على الاختراق مقارنة بهشاشة الشبكة الأميركية!· ونسأل الله أن تكون شبكاتنا هكذا دوما، ولم يمنع ذلك من تحذير حملة البطاقات مما يجري لا سيما ونحن على أبواب موسم الهجرة السنوية حيث يغادر آلاف الأشخاص من مواطنين ومقيمين البلاد هربا من لهيب الصيف· وقد كان الأجدر بهذه الجهات نصح جمهورها وتحذيره من إساءة استخدام هذه الوسيلة، إن كان من صاحبها أو من الآخرين، وغالبا ما تردنا بعد كل موسم سفر وسياحة شكاوى الكثير من العائدين ممن أصبحوا ضحايا بطاقات الائتمان التي تخصصت بالاحتيال بها الكثير من العصابات في مناطق عدة من العالم، ونتذكر قصة تلك العصابة التي جندت 'جرسونات' عدة مطاعم في عاصمة أوروبية لتصوير بطاقات الزبائن لإعادة استخدام بياناتها في عملياتهم بعد ذلك·
لذلك نقول للجميع خذوا حذركم من المتربصين بكم! فالبنوك عندنا شعارها الزبون ليس على حق!·