دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، العالم للتوحد في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البشرية تمثل رؤية إماراتية عالمية للتعامل مع أحد أشرس التحديات التي تواجه الشعوب والدول في عصرنا الحاضر. فقد أكد سموه عقب ترؤسه اجتماعاً عن بعد لمجلس الوزراء أمس الأول، أن «فيروس كورونا هو فيروس صحي وفيروس اقتصادي وفيروس سياسي أيضاً، ونقول لكافة دول العالم هذا وقت التوحد والتعاون والتكاتف لمحاربة أهم عدو للبشرية، الخلافات جميعها تصغر أمام هذا التحدي الجديد، والعالم يستطيع التغلب بشكل أسرع عليه إذا وقف القوي مع الضعيف والغني مع الفقير».
رؤية ميزت الإمارات في تعاملها مع هذا التحدي الذي يواجه البشرية منذ اليوم الأول لتفشي وباء كورونا ومدت يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء في مبادرات سيسجل التاريخ معها المواقف الناصعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموه يوجه بإجلاء رعايا بعض الدول الشقيقة والصديقة من الصين واستضافتهم في مدينة الإمارات الإنسانية بأبوظبي قبل نقلهم إلى بلدانهم، وكذلك دعم جهود منظمة الصحة العالمية في إيصال التجهيزات والمعدات والمستلزمات الطبية إلى إيران، واتصالات سموه المكثفة مع قادة العالم والخيرين فيه لتوحيد الجهود وحشد الطاقات والموارد للقضاء على الوباء.
على الساحة المحلية تجلت رؤية قيادتنا الرشيدة وتوجيهاتها السامية في العديد من المبادرات التي تستهدف في المقام الأول حماية الأرواح وسلامة الإنسان. وتبنت العديد من الإجراءات للتخفيف من الآثار الصحية والاقتصادية لانتشار الفيروس. وقد تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية جملة من تلك القرارات والإجراءات المعلنة بكل شفافية سواء بالنسبة للقادمين من الخارج أو المتواجدين داخل الدولة.
كما جاءت مبادرات التعليم عن بعد، وكذلك العمل لتصب في ذات التوجه لسلامة البلاد والعباد، التوجه الذي تعزز كذلك بإقرار مجلس الوزراء أمس الأول، حزمة دعم إضافية بقيمة 16مليار درهم ليصل إجمالي الحزمة التحفيزية الاقتصادية في الدولة إلى 126 مليار درهم.
مبادرات متواصلة ومتابعة دقيقة ورصد شامل للتطورات تتطلب منا جميعاً كمواطنين ومقيمين التفاعل معها، ولعل أبسط صور ذلك التفاعل والتجاوب المطلوبين الامتثال لدعوات «خلك بالبيت»، دعوات جاءت من أجل سلامتنا جميعاً لنعبر هذا التحدي بسلام، حفظ الله الإمارات.