فضاء إعلامي مفتوح
حينما تسمع خبراً في نشرة الأخبار، في قناتي الجزيرة أوخخ عن الإمارات، يتبادر إلى الذهن أن هناك خطباً جللاً، أو كارثة لا سمح الله، تعرفون بعض القنوات لا تفرح إلا في المصائب، حتى ولو كان عطلاً في محطة كهربائية، مع تقديري الشديد للمهنية التي يتعاملون بها مع الخبر والصورة، وكيف تتم صناعة الخبر فيهما، نختلف معهما، قد لا نتفق معهما، لكننا نشاهدهما، وأحياناً كثيرة بصمت، نندهش نحن العارفين بالأفخاخ الإعلامية والذين على تماس يومي بآلة صناعة الخبر، فما بالكم بالآخرين الذين لهم صفة المتلقين العاديين، الذين يدهشهم الخبر، ويساهمون في فهمه ونقله إلى الآخرين، وكأنه أمر كبير، تماماً مثلما كان العرب في تاريخهم النضالي الحديث حينما كانوا لا يثقون بإذاعاتهم وبياناتها التي سترمي اليهود في البحر، وعن تدمير دبابات العدو، وإسقاط طائراته، فينبري شخص سمع خبراً فيقول يا أخي سمعته في ، في إذاعة لندن·· بمعنى إنه أمر صحيح وموثوق وغير قابل للطعن·· لأن مصدره إذاعة لندن، في حين أن إعلامنا قاصر وخائف يقول اللي في قلبه ومتردد، وليس هناك مصدر موثوق الصلة·
قبل سنوات كانت هناك أحداث في سجن كان فيه حريق وأعمال شغب، وأول ما سمعت الخبر كان في قناتي الجزيرة وخخ وصفحات الانترنت، ثم ظهرت وسائلنا الإعلامية بعدما انتشر الخبر، تظهر تصاريح المسؤولين وأخباراً عن الحادثة غير مبررة لغيابها، وتاركة مكاناً فسيحاً للبلبلة ووشوشة وشوشرة الناس، وكان بإمكانها تحديد المسبب الرئيسي وقراءة النتائج للوصول إلى حل، وشرح القضية من وجهة نظر الدولة، لأن الجميع يعمل ويعمل بجد من أجل خلق صورة تليق بالإمارات، ونهضتها التي تحسد عليها في كافة المجالات الاقتصادية والإعلامية والسياحية والترويجية وتبنيها القضايا العربية الشائكة وحرصها على اللحمة القومية والنسيج الخليجي كشكل من أشكال الاندماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي·
وهو الأمر نفسه في مسألة التعاطي مع خبر المباحثات الحدودية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، فوسائلنا الإعلامية تناولت الخبر، وليس كله، بعد أن نامت وصحت متثائبة، ولا ندري أين تكمن المشكلة الحقيقية؟ هل هي في وسائلنا الإعلامية المحلية أم في القنوات الموصلة لها؟
نحن في الإمارات لا نريد أن يكون هناك موظف غير واع وغير قادر على التعامل الحقيقي في نطاق مسؤوليته، ويساهم في تشويه الصورة التي يعمل الجميع على صنعها للإمارات، ولسمعتها الدولية الطيبة·
نتمنى أن نسمع أخبار منجزات الدولة في القنوات العالمية ونهضتها التي تسابق الزمن، ونسمع من قنواتنا المحلية وصحفنا أخبارنا الداخلية ولا نريد أن ننقلها عن الآخرين، ونتعامل معها بالسماحة الوطنية والواجب لأننا جميعاً في خندق واحد، ونعمل على تحصينه وتقويته من الرياح القادمة من الجهات والتي أحياناً تفسد فرحتنا وتخطيطنا المستقبلي لبهاء الصورة، وجعل الإمارات محط أنظار كل الشعوب، وواحة الأمن والأمان، والاستقرار والتبشير بكل ما هو جميل ورائع·