هكذا هي الإمارات تبهر العالم دائماً في كل خطواتها نحو المستقبل، وفي كل مشاريعها التنموية، وكذلك في كل الأحداث التي تستضيفها، وبتنوع فعالياتها واتساع المشاركين فيها، بأجناسهم وأديانهم، ومع كل حدث يقام على أراضيها، رياضية أم ثقافية، فهي دائماً باهرة بما لديها من مخزون فكري وحضاري، وبروح التسامح التي زينت ربوعها، في عام التسامح الذي أطلقه قائد مسيرتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وتنفرد الإمارات ببرنامج تمكين شمل كل شرائح المجتمع، إلا أن تمكين المرأة وأصحاب الهمم حظيا بالنصيب الأكبر من الاهتمام، في مجال تمكين المرأة، تبوأت المرأة الإماراتية صدارة المشهد، في كل زوايا الوطن، من رئاسة المجلس الوطني، إلى وزيرات ومديرات تنفيذيات، في مختلف المؤسسات، وفي المرحلة القادمة ستكون نصف أعضاء المجلس الوطني من النساء.
أما أصحاب الهمم، فقد حظوا بدعم من القيادة الرشيدة، في التسهيلات المقدمة، والأفضلية في مرافق الدولة، وأحقيته في الحقوق والواجبات، ووضع خريطة طريق، تحقق له ولأسرته العيش الكريم، أسوة بأقرانهم الأصحاء.
وما الألعاب العالمية «الأولمبياد الخاص أبوظبي 2019» التي نستضيفها، إلا امتداد لهذا النهج التنموي الشامل الذي ارتضته الدولة، لدعم أبنائها من فئة أصحاب الهمم، باحتفالية فاقت الوصف، ورسمت البسمة على وجوههم وأسرهم والمشاركين، بمختلف شرائحهم وأجناسهم، برعاية كريمة وحضور ملهم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوطبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نصير أصحاب الهمم الذي أعلن عن افتتاح الأولمبياد، فيما يقف إلى جوار سموه بعض منهم، في بادرة لم يشهدها افتتاح أي بطولة في العالم.
ثمانية أيام والابتسامة تعلو وجوه أصحاب الهمم، وهم يجوبون ميادين ومضامير البطولة والمواقع العامة، والإمارات كلها ترحب بهم وتدعمهم، وتشجعهم في تحدي إرادتهم، كما شجعتهم على تقديم برامجهم التلفزيونية التي قد تكون الأولى عالمياً، فيما تجاوز عدد المتطوعين الساهرين على راحتهم أكثر من 20 ألف متطوع، وسط فرحة عارمة، وهم يسعون لتحقيق ذاتهم قبل حلمهم، في البطولة والأولمبياد الاستثنائي.