في مواجهة خطر فيروس كورونا، أعدت الإمارات العدة، ووضعت كافة إمكانياتها الصحية والخدمية في خدمة الناس أجمعين، وتظافرت كل مؤسسات الدولة لأجل هذا الغرض، والعزيمة الحكومية باتت في أوج قوتها، وحماستها، وجاهزيتها، وريعانها وروعتها، والأيدي متشابكة، من أجل غدٍ أكثر عافية، وصحة، ولا نقص في أي شيء يحتاجه الإنسان على هذه الأرض.
ولكن ما يقلق هو وعي بعض الناس، فهناك من لم تصله الرسالة، أو أنه لم يستوعبها، ولم يقتنع بعد بخطورة هذا المرض الفتاك، ولم يزل يساوم على صحته، والتي هي رأسمال هذا الوطن، كما هي الجذر الأقوى لحياته.
لم يزل البعض يراوغ، ويناور، ويدخل في جدل عقيم، عندما يتم تحذيره من الاستهتار، وعدم الأخذ بنصائح الجهات المعنية بصحته، والمهتمة بمصيره ومصير من يعيش بينهم ويخالطهم.
وهذا ما يسيل لعاب أصحاب بعض المحلات التجارية، التي تتسرب من خلف الحجب، وتتجاوز القوانين، منتهزة فرصة الكسب السريع فتفتح أبواب الشر، وتشرع نوافذ الخطر في وجوه الغائبين عن الوعي، لتصبح هذه المحلات بؤر الخطر التي تهدد الأبرياء والذين وقعوا ضحايا لأقارب وأصدقاء لا يعون فداحة الأمر، ولا يفهمون أن تجاهلهم لهذا الخطر المميت، إنما هو نزعة عدوانية شريرة، يعاقب عليها القانون، لأن النفس البشرية ليست ملكاً للأشخاص، وإنما هي ملك للأوطان، كما أن المخاطرة في حد ذاتها، لا تضر بالأشخاص المخالفين، وإنما ينسحب الأمر بخطورته على أناسٍ لا ذنب لهم فيما يجنح إليه كل مستهتر، وكل مهرطق، لا يعرف أن حياة الأفراد مرتبطة بحياة المجتمع، ومن يسيء إلى صحته، فإنه يسيء إلى صحة الجميع.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن المشهد في الإمارات يبشر بالخير، وثقافة تحاشي الخطر، أصبحت أمراً واقعاً، ونرى الناس في غالبيتهم يتفادون الاختلاط الجماعي، كما أنهم يتسلحون بأدوات الوقاية، ولا يرتادون الأماكن العامة إلا لأسباب الحاجة، لذلك نتمنى ممن لم تصله الرسالة، أن يتحرى الدقة وأن يتوقف قليلاً، ويقرأ المشهد العالمي بتأنٍ واهتمام، ليرى كيف تسير الأمور في العالم، ويأخذ بالحياة والحذر، وبذلك يكون قد حمى نفسه، وساعد الأجهزة الحكومية في محاصرة الخطر.
حياة كل إنسان مهمة، ومن يفرط بحياته، فإنه يقتلع شجرة من بستان الحياة.
من يتساهل في هذه الأمور، فإنه يدع مياه الحياة تتسرب إلى البحر.