يعيش العالم حالياً حالة من القلق والترقب، انتظاراً لما يمكن أن يسفر عنه فيروس كورونا ألد أعداء البشرية حالياً، وبالطبع أضر الفيروس بكل نواحي الحياة، بما فيها بالتأكيد الحالة الرياضية التي لم تجد أمامها سوى التفاعل والتجاوب مع «التعليق الاحترازي»، لكل أنواع الأنشطة التي أصابها ما يشبه الشلل التام، خوفاً من الموت الزؤام!
وفضلاً عن توقف المسابقات المحلية، في كل دول العالم، اضطرت الاتحادات القارية إلى تأجيل بطولاتها، والأهم أن أولمبياد طوكيو بات مهدداً وبقوة، بعدم إقامته في موعده صيف هذا العام، والطريف أن رئيس الاتحاد الياباني ونائب رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية تعرضا للإصابة بفيروس كورونا!
ولا شك أن الخسائر المادية الباهظة التي تكبدتها الأوساط الرياضية جراء توقف النشاط، الذي لا يمكن أن يتكهن أحد بموعد عودته، فاقت كل التوقعات، برغم قناعة الجميع بأن صحة الإنسان أهم ألف مرة من التوقف عند حجم الخسائر المادية.
وما يتعرض له العالم حالياً، يفرض تفعيل الدور المجتمعي لنجوم الرياضة العرب الذين منحتهم الرياضة الملايين، وآن أوان رد الجميل للمجتمع الذي منحهم الشهرة والنجومية والمال، لاسيما أن الكثير من الأسر يعاني الأمرين، نتيجة تلك الظروف القاسية التي لم يكن أحد يتوقعها، فضلاً عن المساهمة في حملات التوعية بمخاطر الفيروس، وسبل مواجهته بالنظافة العامة وعدم الاختلاط، حتى تمر الأزمة الحالية بأقل خسائر ممكنة.
وعندما يبادر عدد من نجوم الكرة العربية، برعاية بعض الأسر التي ضاقت بها السبل جراء الفيروس، فإن تلك المبادرة من شأنها أن تفتح الباب أمام المزيد من النجوم لدعم الأسر المتضررة، في إطار التكافل الاجتماعي الذي يحض عليه ديننا الحنيف.
وسعياً للخروج من المأزق الحالي، اضطر المدربون لتغيير خططهم ومفاهيمهم في التعامل مع اللاعبين للحفاظ على لياقتهم البدنية، وظهر مفهوم «الرياضة عن بُعد»، أي أن يضع المدرب البرنامج التدريبي الذي يطبقه كل لاعب في مقر سكنه، بعد أن أغلقت الأندية أبوابها أمام الأعضاء واللاعبين في آن واحد.
وبعد أن كان العالم يتحدث عن «التعليم عن بُعد»، طفت على السطح ظاهرة «التدريب عن بُعد»، إلى أن يتخلص العالم من ذلك الفيروس الذي أربك كل الحسابات!
كفانا الله وإياكم شر «الكورونا وأخواتها»!