في كل صباح، يبدأ سباق سريع في الشوارع الداخلة والخارجة من العاصمة، الكل مستعجل، يحاول خداع الوقت ليصل قبل بداية الدوام، حافلات المدارس، وحافلات العمال، والسيارات المتسارعة التي تعبر بجوارك كصواريخ أرض- أرض تخلق الزحام والاختناقات المرورية، وكلما شعر السائقون بالذعر زاد الازدحام، الذي ليس له حل، فمهما عملت الجهات المعنية على تطوير الشوارع، وتوسيعها تبقى مسألة ثقافة السائقين، ووعيهم والتزامهم بآداب الطريق وبقوانين المرور هي العامل المفصلي في سلاسة الطريق وسلامته! في بعض مدن العالم، تجد الناس هناك يفضلون استخدام وسائل النقل العام، لأنها أكثر استدامة، وربما سلامة، بل إنها أسرع وسيلة للوصول إلى الهدف، خصوصاً في المدن التي تشهد اختناقات مرورية في أوقات الذروة. وفي دبي، تشجع هيئة الطرق الموظفين الحكوميين على استخدام وسائل النقل الجماعي، بل وخصصت يوماً ليكون بلا سيارات! أمس وأنا في الطريق إلى الدوام كعادتي كل صباح، وفي خضم معركتي الصباحية من أجل البقاء على مسار الطريق، لأن بعض المستخدمين ينعطفون يميناً وشمالًا بلا اكتراث بغيرهم من مستخدمي الطريق، خطر في بالي تساؤل: ترى ماذا لو قامت كل هيئة أو مؤسسة بتخصيص حافلة لنقل الموظفات على الأقل بحكم أن حركتهن خلال مواعيد الدوام الرسمي أقل من أقرانهن الموظفين، فإذا كان أطفالنا يركبون حافلة المدرسة، فلماذا لا نفعل نحن أيضاً؟ وهناك مفاهيم لابد من أخذها في الحسبان، فلو تشارك الزملاء أو الأقارب في الذهاب بسيارة واحدة إلى العمل بدلًا من كل واحد بسيارته ليسهموا في الحفاظ على البيئة، وعلى الاستدامة، وفي تقليل الانبعاثات الحرارية، وفي خفض هدر الطاقة، بل وفي التقليل من المشكلة التي يعاني منها الجميع في كل صباح، وهي مشكلة الاختناقات المرورية! قبل سنوات كانت الشكوى من عدم توافر المواقف، وربما وجدت الجهات المعنية حلًا لتلك المشكلة، لكن هناك مشكلات ليس لها صاحب ليبحث عن حل لها، وهنا لابد من التعاون والتكاتف من أجل المساهمة في حلها، لأن كثيراً من الناس معنيون بها، فمثلاً تجد اليوم في كل منزل على الأقل 3 سيارات، وفي كثير من الأحيان قد تصل إلى 7 أو أكثر اعتماداً على عدد أفراد الأسرة، وأسر المواطنين «ما شاء الله» في الغالب يكون العدد أكبر، هنا لابد من التوقف قليلًا للتفكير، فقد لا تكون فكرة استخدام وسائل النقل الجماعية مقبولة لدى بعض الناس، لكن ربما يمكن الاشتراك في وسيلة انتقال واحدة بدلًا من أن يستخدم كل موظف سيارته! Bewaice@gmail.com