في البدء الشكر كل الشكر، والامتنان كله للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية لتدخله شخصيا بتوجيهاته الأربعاء الماضي رفع قرار منع سفر صحافيين من الزميلة 'جلف نيوز' بناء على أمر قبض صادر عن شرطة الشارقة على خلفية تناول الصحيفة للقضية التي عرفت باسم 'سفاح الشارقة' في فبراير الماضي· هذا الموقف ليس بالجديد على سمو الشيخ سيف بن زايد، فقد أكد سموه في أكثر من مناسبة وقوفه الى جانب تعزيز حرية الصحافة ودور الإعلام المسؤول في المجتمع· كما نحيي شرطة دبي على موقفها الحضاري عندما تكشفت لها ملابسات القضية·
في المقابل أظهرت هذه الواقعة من جديد مدى ضيق صدر شرطة الشارقة بالإعلام، ومهما حاولت التنصل من أنها ليست طرفا في الأمر، وإنما كانت تنفذ بلاغا من سيدة تتهم فيه صحافية بنقل تصريحات غير صحيحة منسوبة إليها، ولما لم تحضر الكاتبة قاموا بالتعميم في كل منافذ الدولة بمنع سفرها· وأبسط مطلع على القانون يعرف أن الكاتبة لم تكن قاتلة أو متهمة بسرقة ملايين الدراهم ليمنع سفرها بموجب بلاغ يفترض أن يحال للنيابة ليقول القضاء كلمته·
ما جرى فضيحة بكل معنى الكلمة، ولو جرى في مكان آخر لما تردد قائد عام الشرطة عن تقديم استقالته قبل أن يقيله المسؤول عنه، لأن الفعل يحمل دلالات خطيرة بإمكانية قيام أي شخص في موقع السلطة بتصفية حساباته مع من يريد بالتعميم عليه وجلبه وإحضاره كأي مجرم مطلوب للعدالة!·
وليدرك أصحاب 'الثأرات' أن هكذا تصرفات تسيء اليهم قبل اي شىء آخر، وكان الله في العون·