في يوم السعادة علينا أن نذكر ونسلط الضوء على كل ما يسعدنا ويبقينا مبتسمين ومتفائلين ومتيقنين أن القادم أجمل. علينا أن نتفاءل أن منتخبنا سيحطم التوقعات ويرفض الواقع ويهزم اليابان ويعود من أستراليا من دون خسارة، ليجدد الأمل ويعيد لنا الروح في هذه التصفيات. علينا أن نتفاءل بأن الأبيض سيهاجم بقوة ويهدد ويصنع الفرص ويسجل حتى لو لعبنا بمهاجم واحد في الخط الأمامي بحكم ظروف الإصابات. علينا أن نتفاءل بالدوري والمسابقات المحلية التي ستكون بمثابة المحطة المهمة للإعداد والتحضير البدني والفني للمنتخب، وعلينا أن نثق بدورينا ودقائقه الفعلية بأنه سيكون العنصر الرئيس للتحضير قبل المواجهة المرتقبة! علينا أن نثق في الجمهور وبكونه سيحضر بقوة وبكثافة ومن دون حتى أن نستعين بطلاب المدارس، أو نفتح الأبواب بالمجان لكل الحضور، أو نبالغ في الدعوة والتحفيز والحشد والتجييش، فالجميع يعرف مسؤولياته ولا داعي لأن نذكرهم بها فالمنتخب للجميع والوطن يستحق. علينا أن نثق أن اللاعبين لا يحتاجون كل هذه النصائح ولا مزيد من المحاضرات ولا الكلمات الوطنية ولا العبارات الرنانة، فهم باتوا أكبر من أن نعلمهم معنى تمثيل الوطن ومعنى أن الكرة والرياضة هي رسالة الأمم والدول المتحضرة للعالم، وعليهم أن يعرفوا أن الدولة لا تنتظر الجميل من أحد ولا تريد خدمة من أي شخص، بل تريد إخلاصاً وغيرة وإبداعاً. نحن على ثقة أن الاتحاد والجهاز الفني والإداري واللاعبين لن يكونوا السبب لتحويل أيام وفعاليات السعادة ومناهجها إلى نكد ونقد واستقالة واعتزال وهجوم لاذع لا قدر الله. ليعلم الجميع أن الدولة ستكون سعيدة وستبقى كذلك، وأن علمها سيبقى شامخاً عالياً مرفوعاً لا تهزه رياح مباراة ولا تنكسه خسارة تصفيات، من يقدرها سيصعد لأعلى المنصات ومن يفعل غير ذلك فإن صفحات النسيان مليئة بمن رحلوا بلا بصمة ولا حتى ذكرى! كلمة أخيرة ليس كل ما تملكه أو تفعله هو ما يجعلك سعيداً.. بل كيفية تفكيرك بكل ذلك، من كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية».