لم تكن استقالة سعيد الطنيجي نائب رئيس اتحاد الكرة مفاجأة لي وللمتابعين للشأن الكروي مع الدورة الحالية لمجلس الادارة.. وقد أشرنا إلى ذلك أكثر من مرة بأن هناك حالة من عدم التوافق بين أعضاء هذا الكيان الكروي، يقيناً منا بأن الزمن كفيل بحل تلك الخلافات في محيط الأسرة الكروية، إلا أن استقالة الطنيجي أعادت الأمور إلى نقطة البداية. الحوار التلفزيوني للطنيجي على قناة أبوطبي الرياضية لم يكن مقنعاً عن مسببات استقالته، مركزاً عن نجاحات حققها شخصياً في لجان ترأسها، وركز على تطور المسابقات المحلية، وكأس رئيس الدولة التي هي نتاج عمل الاتحاد ولجنة دوري المحترفين ولا لأحد منة على ذلك في الوقت الذي يستوجب من جميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العمل على ذلك، بعد أن نالوا ثقة الجمعية العمومية وفق برامج المرشح وقناعة الأندية. كل النقاط التي ذكرها الطنيجي كان عليه مناقشتها مع زملائه في مجلس الإدارة ولا أعتقد أنهم كانوا سيقفون ضد أفكاره التطويرية، فإن لم يكن من الكل، فقد يكون من غالبيتهم، ولكن ألا يثار الأمر في مجلس الإدارة، ويخرج بعد ذلك إلى وسائل الاعلام، وبتصريحات مباشرة منه، فهذا فيه شيء من الغموض، خاصة أنه لم يتطرق إلى حيثيات الاجتماع الأخير، وما دار فيه من أسباب أدت إلى استقالته وخروجه من الاجتماع دون تدخل من زملائه، وهذا بحد ذاته علامة استفهام كبيرة نرجو منه فك طلاسمه وإن كان قد أشار إلى عدم الأخذ برأيه في أطقم الاجهزة الفنية وأعضاء اللجان المشكلة ولجنة المنتخبات تحديداً، وكذلك برنامج إعداد المنتخب لنهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات. هذا الأمر يؤكد أن الخلاف ليس جماعياً، بدليل الموافقة بالإجماع على قبول استقالته دون اعتراض من أي عضو، وبالنسبة له فإن الأمور لا تسير في الطريق السليم بتمسكه بمواقفه ومعارضة جميع المجلس لها.. نرجو من مروان بن غليطة ومجلسه، احتواء الأمر، وأن يغلق الملف ليتفرغ الجميع للعمل الذي جاؤوا من أجله، ويضع الجميع مصلحة كرة الإمارات في أولوياتهم.. فالطنيجي قدم الكثير لكرة الإمارات خلال السنوات الست الماضية، ونريده أن يستمر إن أراد مع زملائه، ويكمل الدورة الحالية، فالاستجداء بالإعلام بعيداً عن العمل المؤسسي لن يجدى نفعاً لأي طرف.